الجمعة، 1 نوفمبر 2013

مريم

مريم
منذ أن هاجرت من بيتنا القديم ، وانا أبحث عنها ، جارتى الصغيرة التى تربينا معا ، وسعدنا معا ، وذهبنا إلى المدرسة الإبتدائية والأعدادية .
كانت تكبرنى ببضعة أشهر ، صنعت فرقا فى العام الدراسى ، فصارت تسبقنى بعام ، كنت بالصف الأول ، وكانت بالصف الثانى ، كنا نذاكر دروسنا على ضوء اللمبة الجاز نمرة عشرة .
وأمى تدعو لنا بالنجاح والتوفيق ، وعندما تنادى أمها عليها ، تقول بأدب : حاضر ياماما ، وقبل أن تتركنى ، تقبلنى قبلة رقيقة : تصبحى على خير .
كانت أمها صديقة لأمى ، تحكيان الأسرار ، وتذهبان للسوق ، وتصنعان لنا المحشى الجميل .
أمى كانت تناديها : اختى .
وهى ترد عليها : بخايتى .
وعندما مرضت أمى مرضا طويلا ، كانت جارتنا أم مريم ، زوجة عمى لويس ، تدخل بيتنا ، تصنع لأمى الطعام ، وترتب البيت ، وزوجها عمو لويس ، كان يأخذ أمى إلى المستشفى القبطى ، لعمل جلسات كهربا .
وأنا ومريم نذهب إلى المدرسة ، نلعب معا ، ونأكل معا ، وأحيانا نتبادل أقلام الألوان ، ونرسم طيورا ، ترفرف وعلم بلدنا بألوانه الجميلة ، ونغنى فى صوت واحد نشيد (تسلمى يامصر) ، وفى حرب أكتوبر 73، أسر أبن أخت جارتنا أم مريم ، فأخت أمى كل ليلة  تدعو له : الله أما فك أسره .
وأنا أردد : أمين .
أمين .
أين أنت ياجارتى الصغيرة ، مازالت ألوانى تناديكى كى ترسمى معى . 

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون