الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

يوميات مديرة مثقفة ( رهرطة المشاعر )

أهداء الى جميع أصدقائى .

رهرطة المشاعر
لأول مرة ومنذ عامين تقريبا , من عملى كمديرة مدرسة , أقبض على مشاعرى  الهاربة والمرهرطة كاملة , وتكون بحوزتى , ومسيطرة عليها بقوة وحسم .
فى البداية :
ومنذ فترة قاربت على الثلاثة عشرة عاما ومنذ فقد الزوج أجلس هذه الجلسة الحميمية مع نفسى وأنا أترفق بها .
كانت مشاعرى تقريبا سهلة وطيعة , وتعطى لأى عابر فى طريقى الأجتماعى مجانا بمعنى , لو قابلت صديقة أو زميلة فى العمل كنت أحبها حبا جما , دون أنتظار مردود فعلى أو عاطفى من وراء ذلك .
وكانت نتيجة الآسى والحزن الكبير الذى تعرضت له والأحتياج المشاعرى لللآخر .
ورغم أننى من النوع الذى لا يفصح عن مشاعره بسهولة الا أننى وقعت فريسة الرغبة الملحة للعطاء وحب الآخرين مهما تم استلاب هذه المشاعر وأستغلالها .
وكنت أحيانا أشعر بمدى فداحة مايحدث من وراء ذلك , ولكن كنت مشاعرى المجانية الباهظة والكثيرة بلا حدود .
ومهما أقتنعت على المستوى العقلى أنه يتم أبتزازى مديا وعاطفيا وأنسانيا من قبل المحيطين و ألا أننى لم أفلح يوما فى السيطرة على هذا التدفق وهذه الرهرطة المفرطة .
كان عقلى سباقا لمشاعرى فى النضج , هو يقرأ ويفكر ويحلل ويقتنع ويحسم ويتعلم , ومشاعرى تتدفق فى شلال , نهرا سيلا وفياضا يدمر قناعاتى العقلية ويغمر الآخرين بالحب والحنان .
مع العلم أنه لم يكن من طبيعتى هذا التدفق وهذا الحنو الغريب سابقا .
فماذا حدث لكى أتحول الى هذه الدرجة التى كانت من وجهة نظرى سيئة ومؤلمة , ومن وجهة نظر الآخر أستغلالا وطيبة وعطف مفرط .
البداية :
1- الفقد .
كنت أعانى من فقد أشياء كثيرة بعد وفاة ( زوجى وأمى وخالتى وكثير من أقاربى وأصدقائى وصديقاتى ) .
فحدثت لى هزة نفسية ومشاعرية وخيبات كثيرة وخوف شديد من فقد أخرين وفزع من الحياة الفارغة .
هذا الفقد نتج عنه أغتراب داخلى , فأصبحت مشاعرى مهاجرة وبعيدة طوال الوقت .
2- الهروب .
فى حين أننى كنت محتاجة الى مشاعر الآخر , كنت أهرب من الآخريين وأنزوى فى البيت خوفا من تجريب علاقات فاشلة .
تنتهى بموت .
3- المسئولية .
المسئولية الضخمة بمعن أكياس الرمل التى سقطت على كاهلى .
أنا بطبيعة الحال شخص مسئول , وأقدر المسئولية , وأتحملها مهما كانت ثقيلة .
لكن كثيرة صعب !
أتحمل مشاكل وأعبأ الآخرين !
ما علاقة كل هذا بعملى كمديرة مدرسة ؟
نفس الثقل ونفس أكياس الرمل الكثيرة .
بل هى أشد وطئة وثقلا .
الأدارة .
فى ظل غياب التخطيط الصحيح , ومشروع حقيقى , تكون الأعباء الواقعة على كتف صاحب الوعى ضخمة وفى منتهى الثقل .
الحسم فى كثير من المواقف .
المشاعر المتدفقة تضر مصلحة العمل فى أخذ القرارات .
العمل لو خلطبالمشاعر الشخصية يقلب المفاهيم عن مفهوم الصداقة والزمالة فيصعب الفصل بين ماهو شخصى وماهو وظيفى .
فمن الصعب صنع المسافة الآمنة بين الرئيس والمرءوس .
فالعشم يدخل فيفسد النظام .
فتشعر أن مكانتك تهتز فى عين الأخرين الغير واعين لدورهم .
أستغلال المساحة الودية فى الضغط بينك وبينهم .
أنا لاأقصد بالطبع عمل فجوة , أو التعالى , ولكن ماهو مقلق الحفاظ على شعرة معاوية بينك وبينهم وهم يطمعون فى الرأس كاملة .
ولكن اليوم تحديدا 17 أتوبر 2012
وبعد قراءة كتاب ( عندما يكون أفضل مالديك غير كاف ) من الرقى الى ماهو مطلوب للدكتور كيفين ليمان .
وتم ترتيب الأولويات الذهنية والعاطفية بداخلى , وتحجيم المشاعر المرهرطة .
هل أصبح هناك نضجا فى العاطفة ؟

 

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون