الجمعة، 5 أكتوبر 2012

حلم البقع المستديرة

حينما استدارت بعينيها ناحيتى فى أمسية من أمسيات الشتاء .
ورأت استدارة نهدىّ ورأسى الذى بلغ الحائط , وعدت الجدة ببعض الحناء , وملاءة مطرزة لليلة عرس .
ذكرتها أمى بغمزة من عينيها أنن الى الآن لم أختن .
بصقت , وحلفت بأغلظ الأيمان ليتم هذا على حجر زوجى المنتظر .

وفى اكتمال القمر .
سحبت جرتى الصغيرة , وذهبت للنهر , كنت حكيت لأمى عما أراه فى ليلى , حين أصعد للمخزن , أرى فى القاع قمرا كبيرا يضحك , ويمد يده , ويأخذنى هناك . أركب الهواء وأضحك . وهو يكبر ويكبر , يغمرنى . وأصبح لا شىء .
ضحكت وقالت : خيرا .
هذا عريس قادم , رزقه واسع , سيغمرك بالمال , وتصبحين سعيدة .
ضحكت .
رأيت وجها يضحك .
تراجعت , سمعت صوتا يردد : لا تخافى .
نظرت لوجهه , وجدته يبتسم .
أهتز داخلى , وشعرت بدغدغة فى صدرى , كان يفعلها عندما كنا نطير .
مددت ذراعى , احتضنته , رأيته يبتعد .
- الى أين ؟
- مسافر
- لم ؟
- من أجلك .
- ومتى تعود ؟
- حين أجدك فى أنتظارى .


وكان فى أرتحالك جدتى بعض مصيبتى , وفى البقاء وحدى كل الأمنيات .
وجدوها مخنوقة بشاش رأسها , ولم يعرفوا من ؟
يومها لم يكن عمرى يعرف أبعاد ماتعنيه , ألا حينما تركنا معا كى نتحد .
وطنين جملة لم أقولها .
- زوجتك نفسى .
وشاش آخر تحت وسادتى ينتظر الخروج .

وقبل أنفجار الغشاء بدقائق - من دفء الظهر الى نقطة قذف أخيرة - كان يرتجف , ويلملم جسدى , ورزاز كلماته يسقط فى فمى , تجاوزت الحدود والمسافات , وسافرت خارج أطوارى باحثة عنه .
وحين يصبح الموت أقرب من دفعة زفير , تكون تكونت عندى ملامح جدتى .
وتذكرت وقفتها طويلا بانتظاره .
( فى كل ليلة ) تقف هناك فى أعلى مكان تستطيع رؤيته . أجرى وراءها منادية : من تنتظرين جدتى ؟
تردد عابسة : لاشىء ز
ابتسم داخلى : لن يأتى .
( وألمح البنات يضحكن ) أتذكر دغدغة صدرى , أضحك , وأهرب .
حين ألمحها جالسة وحيدة فى حجرة الفرن , أدخل عليها , أسألها : ماذا بك جدتى ؟
تجيب ساهمة : لا شىء .ونادتنى باسم أجهله .
( وعشية ليلة ) حكيت لأمى عما سمعته . قالت : لا شىء .
( القمر ) لا يكبر .
والجدة تنتظر .
وأنا أكبر .. وأكبر .. وأكبر .
وأصعد كل ليلة نضحك معا . ويأتى , ويأخذنى هناك , ثم نعود .

وفى ليلة استحلفتنى بمن فى السماء أن أنتظره .
وكعادتى أردد : لن يأتى .
وهى تلح : أذهبى .
( بوسع السبع سموات )
وجدته . مددت يدى تحت الوسادة , خنقته .

                                                                      ( مايو 1987 )
                                                                 ( نشرت فى مجلة بنت الأرض عام 1990 )

***********************************************************************8
 

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون