الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

ونس

... وهكذا .
تجلس جوار الباب على الكرسى , تنتظر صوت الخطوات على درجات السلم .
عندما يقترب . تفتح الباب فى محبة مفرطة .
يستقبلها أمامه : مساء الخير ياأمى .
وتواصل الخطوات صعودها .
تضغط على الباب بيدها و وتضىء نور السلم : يسعد مساك .
وتظل واقفة مكانها الى أن تسمع صوت غلق الباب العلوى , فتدخل متكئة على تجاعيد يديها و والسنوات الهاربة من الصباوالمرح .
منذ هذه اللحظة , تقف أمامه , تفرش بساط اللهفة والحب , محدقة فى صورة الماضى , الصورة التى طالما ألمتها كثيرا , وأرسلت الرياح تجاهها , ففتحت جراح الشوق : يسعد مساك .
عاد لها باب يفتح ويغلق وماعادت أسنانها تصطك بردا فى الأمسيات , عادت تحلم أن هناك آخر ينتظر .
عادت بحار الملح تلتقى بجسدها , فتخرج مصوصوة : ألحقونى , الملح أكل جسمى .
هذه .
الآن تجلس بالقرب من الباب , تنتظر صوت الخطوات , تنتظر أن يفتح الباب , وترى عينيه .
حدقتان واسعتان , ويد مرتعشة بالدفء: الله .. أنت لسه صاحيه ؟

كادت أن تلقى بشال رأسها عند قدميه , وتسميه حبيبا .
كادت أن تتعثر فى خطواتها نحو الباب , وتفتحه , وتضىء النور و فترى الخطوات تواصل صعودها , متخطية الواقفة .
- ...
- يسعد مساك .
باتت تحب الخطوات , باتت تحلم , وتجلس كل ليلة على الكرسى جوار الباب و تصغى فى لهفة للصوت و وتحبك شال راسها .

                                                             *****************
                                                                                                     مايو 2000
 

فصل من رواية عطية الشمس

  (عطية الشمس)  رواية صفاء عبد المنعم -----------------------   إهداء إلى/ أبطال رواية من حلاوة الروح --------------------------...

المتابعون