الأحد، 26 أغسطس 2012

حزن عبيط

شعرت بلسعة برد مفاجأة , تشبه ضربات الكرباج المتتالية .
ارتعشت , ضمت الشال جيدا على كتفيها  ونادته : ياه الدنيا برد قوى .
منذ وفاة أمها و وهى تشعر بهذه اللسعات و تفاجأها , تهزها , تهرسها , تهرس مشاعرها المتقدة , كل الأحبة هاجروا وتركوها لحزن عبيط ومثالى ؟
حتى هو من آن لآخر يتركها بالأيام والشهور , ويعود مبتسما بريئا : أنا قلت أنك كبرتى دماغك .
تضحك مضطرة وحزينة : والله بحبك .
يفرد جناحيه فى حنو الأب ويحتويها . تفرد روحها شراعا واسعا وتحتوية فى تنهيدة طويلة : بحبك قوى .
تميل فى دلال على صدره , تدفس رأسها فى حضنه .
يضمها بقوة لم تعهدها ويبتسم . تبتسم .
تذهب البرودة عنها , تصير أكثر قربا , أكثر أنسانية .
جميلة وديعة و تنام هادئة , مغلقة قلبها على البرد والحب والحزن , تمس فى ألفة داخل أذنه : أنا حامل .
يقوم نافرا , فاردا جسده : تدبيسه ؟
يلملم أشياءه ويلبس ملابسه وهو يفور زبدا : عايزه تحرجينى ؟
يسحبها من يدها , يلقيها على الأرض , وهو يهرس مشاعرها , ويلبسها ملابسها عنوة : مش أنا , لأ ياماما , لازم ينزل .
تتوهج عطشا لحضنه : سيبه يقربنا من بعض .
يأتى بالحذاء , يلقى با, ترفع الشنطة على كتفها , وتفتح الباب منطلقة للخارج .


لشراب على الأرض , يدفس قدميه فى سرعة , يجمع فى جيبه النقود والمفاتيح , يمسك بالموبايل يضغط على الأرقام , يتصل .
يتحدث طويلا .
وهى غارقة فى حزنها وملابسها .
يدير وجهه لها : الدكتور جاهز , على وصولنا .

تغرق فى ضحك متواصل , تصفق بيديها فى عصبية مفرطة الدهشة , وحزن عميق وعبيط : أطمن ز أنا كنت ... كنت .
تصمت , تقف أمام المرآة تسوى ملابسها و تضع مكياجا ثقيلا على وجهها , تشعل النار فى عينيها , تدارى الخشونة والعنف وأنفعاله المتوقع .
يقترب منها فى لهفة , ويدفس جسده فى لحمها , وبفحيح متواصل : خضيتينى !
يضع شفتيه بين ثنيات رقبتها .
تواصل وضع المساحيق بكثرة فى برودة متناهية , تتناول الموبايل من يده , تضغط على المفاتيح فى عصبيه , يطقطق فى يدها : على فكرة .. أنا كنت .. كنت .
تمسح دموعها , واسمها , ورقمها , ترفع الشنطة على كتفيها , وتفتح الباب منطلقة للخارج .

                                                  *******************
                                                                                                 يناير 2004

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون