شعرت بلسعة برد مفاجأة , تشبه ضربات الكرباج المتتالية .
ارتعشت , ضمت الشال جيدا على كتفيها ونادته : ياه الدنيا برد قوى .
منذ وفاة أمها و وهى تشعر بهذه اللسعات و تفاجأها , تهزها , تهرسها , تهرس مشاعرها المتقدة , كل الأحبة هاجروا وتركوها لحزن عبيط ومثالى ؟
حتى هو من آن لآخر يتركها بالأيام والشهور , ويعود مبتسما بريئا : أنا قلت أنك كبرتى دماغك .
تضحك مضطرة وحزينة : والله بحبك .
يفرد جناحيه فى حنو الأب ويحتويها . تفرد روحها شراعا واسعا وتحتوية فى تنهيدة طويلة : بحبك قوى .
تميل فى دلال على صدره , تدفس رأسها فى حضنه .
يضمها بقوة لم تعهدها ويبتسم . تبتسم .
تذهب البرودة عنها , تصير أكثر قربا , أكثر أنسانية .
جميلة وديعة و تنام هادئة , مغلقة قلبها على البرد والحب والحزن , تمس فى ألفة داخل أذنه : أنا حامل .
يقوم نافرا , فاردا جسده : تدبيسه ؟
يلملم أشياءه ويلبس ملابسه وهو يفور زبدا : عايزه تحرجينى ؟
يسحبها من يدها , يلقيها على الأرض , وهو يهرس مشاعرها , ويلبسها ملابسها عنوة : مش أنا , لأ ياماما , لازم ينزل .
تتوهج عطشا لحضنه : سيبه يقربنا من بعض .
يأتى بالحذاء , يلقى با, ترفع الشنطة على كتفها , وتفتح الباب منطلقة للخارج .
لشراب على الأرض , يدفس قدميه فى سرعة , يجمع فى جيبه النقود والمفاتيح , يمسك بالموبايل يضغط على الأرقام , يتصل .
يتحدث طويلا .
وهى غارقة فى حزنها وملابسها .
يدير وجهه لها : الدكتور جاهز , على وصولنا .
تغرق فى ضحك متواصل , تصفق بيديها فى عصبية مفرطة الدهشة , وحزن عميق وعبيط : أطمن ز أنا كنت ... كنت .
تصمت , تقف أمام المرآة تسوى ملابسها و تضع مكياجا ثقيلا على وجهها , تشعل النار فى عينيها , تدارى الخشونة والعنف وأنفعاله المتوقع .
يقترب منها فى لهفة , ويدفس جسده فى لحمها , وبفحيح متواصل : خضيتينى !
يضع شفتيه بين ثنيات رقبتها .
تواصل وضع المساحيق بكثرة فى برودة متناهية , تتناول الموبايل من يده , تضغط على المفاتيح فى عصبيه , يطقطق فى يدها : على فكرة .. أنا كنت .. كنت .
تمسح دموعها , واسمها , ورقمها , ترفع الشنطة على كتفيها , وتفتح الباب منطلقة للخارج .
*******************
يناير 2004
ارتعشت , ضمت الشال جيدا على كتفيها ونادته : ياه الدنيا برد قوى .
منذ وفاة أمها و وهى تشعر بهذه اللسعات و تفاجأها , تهزها , تهرسها , تهرس مشاعرها المتقدة , كل الأحبة هاجروا وتركوها لحزن عبيط ومثالى ؟
حتى هو من آن لآخر يتركها بالأيام والشهور , ويعود مبتسما بريئا : أنا قلت أنك كبرتى دماغك .
تضحك مضطرة وحزينة : والله بحبك .
يفرد جناحيه فى حنو الأب ويحتويها . تفرد روحها شراعا واسعا وتحتوية فى تنهيدة طويلة : بحبك قوى .
تميل فى دلال على صدره , تدفس رأسها فى حضنه .
يضمها بقوة لم تعهدها ويبتسم . تبتسم .
تذهب البرودة عنها , تصير أكثر قربا , أكثر أنسانية .
جميلة وديعة و تنام هادئة , مغلقة قلبها على البرد والحب والحزن , تمس فى ألفة داخل أذنه : أنا حامل .
يقوم نافرا , فاردا جسده : تدبيسه ؟
يلملم أشياءه ويلبس ملابسه وهو يفور زبدا : عايزه تحرجينى ؟
يسحبها من يدها , يلقيها على الأرض , وهو يهرس مشاعرها , ويلبسها ملابسها عنوة : مش أنا , لأ ياماما , لازم ينزل .
تتوهج عطشا لحضنه : سيبه يقربنا من بعض .
يأتى بالحذاء , يلقى با, ترفع الشنطة على كتفها , وتفتح الباب منطلقة للخارج .
لشراب على الأرض , يدفس قدميه فى سرعة , يجمع فى جيبه النقود والمفاتيح , يمسك بالموبايل يضغط على الأرقام , يتصل .
يتحدث طويلا .
وهى غارقة فى حزنها وملابسها .
يدير وجهه لها : الدكتور جاهز , على وصولنا .
تغرق فى ضحك متواصل , تصفق بيديها فى عصبية مفرطة الدهشة , وحزن عميق وعبيط : أطمن ز أنا كنت ... كنت .
تصمت , تقف أمام المرآة تسوى ملابسها و تضع مكياجا ثقيلا على وجهها , تشعل النار فى عينيها , تدارى الخشونة والعنف وأنفعاله المتوقع .
يقترب منها فى لهفة , ويدفس جسده فى لحمها , وبفحيح متواصل : خضيتينى !
يضع شفتيه بين ثنيات رقبتها .
تواصل وضع المساحيق بكثرة فى برودة متناهية , تتناول الموبايل من يده , تضغط على المفاتيح فى عصبيه , يطقطق فى يدها : على فكرة .. أنا كنت .. كنت .
تمسح دموعها , واسمها , ورقمها , ترفع الشنطة على كتفيها , وتفتح الباب منطلقة للخارج .
*******************
يناير 2004