الأحد، 26 أغسطس 2012

فى حضرة الغائب ( الى مجدى الجابرى ) يناير 2004

             ( معرفش ليه الغنا اتفجر امبارح )

كنت أنا وهى نستقل عربة صغيرة , ندندن بأغانى قديمة وعزيزة على روحنا .
تنهدت فى آسى : فينك ياجابرى ؟
رمقتها بعينى المتعبتين دوما : مالك ؟
ضحكت بفتور : صديقى الغائب الحاضر , انت يامن تشبهنى .

أرجعت ظهرى الى المقعد , وتشبثت بقوة كأن الأرض تميد بى .
دفعتنى فى ظهرى : عارفة يابت , الواد ده قاطع فيا قوى .
ضحكت بفتور وأنا أرى السحابات الخانقة من دخان العربات تتصاعد أمام عينيى وترهبنى , ودمعات تختنق فى حلقى !
- والله
  كل ما أعدى على بيتهم , أشوفه واقف , أشاور له وأضحك .
  ينادى .
  أطلع أشرب الشاى , وأنزل تانى .
كتمت الضحكات غيظا و وكتمت الألم صمتا , وغنيت مع الأغانى .
- أنت مش مصدقة ؟
كان بودى أن أنهرها و أن أترك العربة وأنزل , أو ألقى بها خارجها .
المهم أن تتركنى للحظات النشوة , استمتع بها .
ولكنها دفعت بى للجحيم , نار شريرة تتقد بداخلها و وصهدها يصلنى .
- دا كان حتة واد !
قبضت يدى على الهواء وكورته بقوة ضاغطة على مشاعرى التى استفزتها بأسترسالها المتواصل .
- البت هاميس شبهه و أنا بلاحظ ده .
  والبت مى المسخوطة فيها منه .
  وأنت كمان ..
دفعت بجسدى كله خارج الكرسى و وألتفت اليها بثقل رهيب كدت أسقط لولا تشبثى بالكرسى .
- بحس بيه محفور جواكى .
ضحكت بصوت ساخر والمرارة تملاءه : عشان كده طار ؟!
زغدتنى فى ظهرى . شعرت بأصابعها تخترق لحمى المتعب .
- هو بمزاجه .
, وأتكور على نفسى فى آسى .
- أرحمينى .
فى حنو الأم و ملست على رأسى وقبلتنى .
- أنا بهزر معاك ياجميل .
ارجعت رأسى على ظهر المقعد و وتوالت الدمعات متفجرة , ومن آن لآخر أمد يدى أزيح الطوفان الغارقة فيه عينيى و وتتوالى الأغانى .
وهى راحت فى حالة نشوى , وعيناها أخذتا تلمعان وتغنى بصوت مستفز و أثار حقدى على استمتاعها بالغناء .
وأنا أغور داخل حاشية الكرسى وأتكور على نفسى فى آسى .
مدت أناملها القصيرة , ازاحت الشعر المسترسل على عينى , وعقصته فى ضفيرة وراء ظهرى .
وأنا منصتة لغنائها و وأتنمى ألا تصمت و وتواصل حكيها .

                                                   *************
                                                                                   يناير 2004
 

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون