الاثنين، 11 يونيو 2012

واحد حرية وصلحه

كانت تعتقد أنها تمتلك العالم طالما معها كتابا فى شنطتها وورقة وقلما , أخذت تتجول فى شوارع الزمالك الراقية , وهى تشرب من علبة الكانز مستمتعة ببرودة المشروب الذى يهدأ من حرارة الجو الخارجى وسعيدة بحرية التجول فى الشوارع بشكل منفرد ووحيد وهى تردد داخلها بعض الأغانى وأحيانا تصفر بعض الصفارات بصوت ضعيف , وتشاهد فترينات العرض والمعروضات الفخمة من أحدث الموديلات العالمية والألوان المبهجة والمميزة والتى لا تجد مثلها الا فى محلات الزمالك الراقية . حتى الفاكهة طازجة ومعروضة بشكل مغرى وجميل . قررت أت نشترى ( كيلو كيوى وكيلو عنب أسود وكيلو كريز أحمر ) الذى لا تجده الا هنا وزيادة فى التطفل والأبهة قررت أن تسأل عن سعر تايير بديع لونه روز به أناقة بالغة . دفعت باب المحر المكيف , فقابلها الهواء باردا ومنعشا , نزلت الدرجات الرخامية البيضاء , وأخذت تتجول بعينيها باحثة عن فتاة المحل . أتت اليها بنت جميلة وسألتها : أيوا يامدام أأمرينى .
ترددت قليلا ثم قالت : عايزه أسأل على التايير الروز . ذهبت الفتاة وأحضرت التايير فى يدها وقالت : أتفضلى .
أخذت تقلبه أمامها وتتأمل جماله وطريقة تنسيق البادى التركواز معه : الله بديع , رائع .
ثم سألت الفتاة : بكام ؟
بعد تردد قليل قالت لها : 800 جنيه وعندنا تخفيض 15% .
أخذت تجمع المبلغ الذى فى شنطتها فوجدته لا يكفى ثمن البادى , وضعت التايير على الشماعة فى أدب بالغ , وهى تعتزر للفتاة بذوق رفيع : آه أسفه ممكن أتجول فى المحل .
تركتها البنت وهى تقول لها : براحتك يامدام المحل تحت أمرك .
ثم ذهبت ووقفت فى مكان بعيد تتأملها .
مجرد أن رأت السلم , صعدت الدرجات فى سرعة وخفة وهى تشعر بالغبن , وعندما اصطدمت بهواء الجو الساخن , أفاقت من غيبوبتها وهوسها الشرائى , وأخذت تشرب من علبة الكانز فى سرعة ونهم وهى تردد بعض الأغانى الجديدة وتصفر بعض الصفارت العالية .

فصل من رواية عطية الشمس

  (عطية الشمس)  رواية صفاء عبد المنعم -----------------------   إهداء إلى/ أبطال رواية من حلاوة الروح --------------------------...

المتابعون