صفاء عبد المنعم "هنا والآن "
مذكرات : رحلة الكفاح والمغامرة (من 1980 الى 2012 )
-----------------------------------------------
س : ماهى المشاكل التى أعانى منها الآن ؟
وتجعلنى فى حالة هياج عصبى ونفسى ؟
ج : أنا تركيبة معقدة , طبقات نفسية فوق بعضها , ربما أكون اعانى من عدم فهم الآخرين لى بشكل جيد !
وربما أكون أسير ضد التيار , أو وفقا لرغباتى .
وكانت أمى دائما تلاحظ ذلك , ومن أقوالها الكثيرة " هو أنت هتصلحى الكون ؟"
ربما أكون ورثت هذه الطباع عن جدتى لأبى ! فهى كانت حادة الطباع , وحقيقى كانت ترغب دائما فى سير العالم وفقا لمزاجها الحاد والمتقلب والمسيطر , وهذا هو النظام الدكتاتورى , قول حاضر .
فربما بحكم الجينات الوراثية , أو طريقة التربية الخاطئة , نشأت على هذه الطباع , وكنت أنا المطيع دائما .
وبعد وفاة جدتى تحديدا عام 1980
تغير الوضع . عشت لحظات فراغ كبيرة , وكذلك لحظات ضياع , وشعرت أننى فقدت الحصن الدافىء , والصدر الحنون , ومصدر القوة المسيرة لحياتى .
فرغم دكتاتوريتها ألا أنها كانت حنونة وقوية وعلمتنى الكثير من السلوكيات المتشددة , وحرمتنى من أحساسى كأنثى لأننى كنت البنت الوحيدة فى مجتمع به أربع ذكور أولاد , فمارست علىّ القمع والوحدة , وعلمتنى القوة والشجاعو والصرامة والصبر وأننى لا أخاف ألا من الله سبحانه وتعالى .
علاقتى بأبى وامى
علاقة هامشية جدا , الأب يعمل خارج البيت ويغيب فترات طويلة . والم تعمل داخل البيت ومشغولة بأولادها الصغار وتربيتهم .
فشعرت بالأنشقاق العاطفى والنفسى .
فكان لى أن أبحث عن مصدرا للأحتواء .
ففكرت فى ( العمل ) خصوصا وأننى حاصلة على دبلوم تجارة 78 , وكذلك دورة تعليم اللغة النجليزية .
فعملت ( مدرسة ) للأطفال من الصفوف الأولى , وحصلت على نجاح باهر فى ذلك العمل , فحب الأطفال لى وسعادتى التى وجدتها فى العطاء , كانت كفيلة باخراجى من حالة اليأس العاطفى الذى اعانى منه .
خصوصا وأن علاقتى بأمى كانت علاقة جافة , هى تحب أولادها الذكور , وتريدنى أن أتزوج من أى رجل مهما كان مثل صديقاتها . وأنا اريد انسانا مختلفا تماما عن المتقدمين لى . كنت اريد رجلا مختلفا وغير عاديا . مع العلم أننى لم أندمج فى الثقافة , ولم اقرأ كلمة واحدة , أو اكتب حرفا واحدا .
ووجدت فى ( العزلة ) مع نفسى وأنصرافى للعمل حافزا حقيقيا للتقدم , ونافذة جديدة لمواصلة الحياة .
وبدأت أفكارى ترتب نفسها وفقا للأولويات المتاحة لى .
فقررت العمل بشكل جاد .
والتعليم بشكل مستمر .
والأستقلال المادى الجديد .
العمل الجاد .
فى 1982 عينت من قبل القوة العاملة فى وزارة التربية والتعليم ( بادارة شبرا الخيمة التعليمية ) ثم نقلت الى مدرسة شبرا الخيمة الثانوية بنات .
فأصبح عندى أستقلال مادى .
أنفصلت ماديا واصبحت مسؤلة عن نفسى منذ هذه اللحظة , فلم اطلب أى طلبات من ابى او أمى .
التعليم المستمر .
تقدمت للحصول على دبلوم معلمات وألتحقت بمعهد شبرا الخيمة للمعلمين .
وكانت الدراسة مسائية , فأتاحت لى فرصة العمل والدراسة معا .
وفى عام 1985 .
اصبح معى دبلوم معلمات . وعملت فى مدرسة الخزف والصينى بمسطرد .
فتم تغير ( الكارير ) من سكرتيرة فى مدرسة ثانوى بنات الى معلمة فى مدرسة أبتدائى .
مذكرات : رحلة الكفاح والمغامرة (من 1980 الى 2012 )
-----------------------------------------------
س : ماهى المشاكل التى أعانى منها الآن ؟
وتجعلنى فى حالة هياج عصبى ونفسى ؟
ج : أنا تركيبة معقدة , طبقات نفسية فوق بعضها , ربما أكون اعانى من عدم فهم الآخرين لى بشكل جيد !
وربما أكون أسير ضد التيار , أو وفقا لرغباتى .
وكانت أمى دائما تلاحظ ذلك , ومن أقوالها الكثيرة " هو أنت هتصلحى الكون ؟"
ربما أكون ورثت هذه الطباع عن جدتى لأبى ! فهى كانت حادة الطباع , وحقيقى كانت ترغب دائما فى سير العالم وفقا لمزاجها الحاد والمتقلب والمسيطر , وهذا هو النظام الدكتاتورى , قول حاضر .
فربما بحكم الجينات الوراثية , أو طريقة التربية الخاطئة , نشأت على هذه الطباع , وكنت أنا المطيع دائما .
وبعد وفاة جدتى تحديدا عام 1980
تغير الوضع . عشت لحظات فراغ كبيرة , وكذلك لحظات ضياع , وشعرت أننى فقدت الحصن الدافىء , والصدر الحنون , ومصدر القوة المسيرة لحياتى .
فرغم دكتاتوريتها ألا أنها كانت حنونة وقوية وعلمتنى الكثير من السلوكيات المتشددة , وحرمتنى من أحساسى كأنثى لأننى كنت البنت الوحيدة فى مجتمع به أربع ذكور أولاد , فمارست علىّ القمع والوحدة , وعلمتنى القوة والشجاعو والصرامة والصبر وأننى لا أخاف ألا من الله سبحانه وتعالى .
علاقتى بأبى وامى
علاقة هامشية جدا , الأب يعمل خارج البيت ويغيب فترات طويلة . والم تعمل داخل البيت ومشغولة بأولادها الصغار وتربيتهم .
فشعرت بالأنشقاق العاطفى والنفسى .
فكان لى أن أبحث عن مصدرا للأحتواء .
ففكرت فى ( العمل ) خصوصا وأننى حاصلة على دبلوم تجارة 78 , وكذلك دورة تعليم اللغة النجليزية .
فعملت ( مدرسة ) للأطفال من الصفوف الأولى , وحصلت على نجاح باهر فى ذلك العمل , فحب الأطفال لى وسعادتى التى وجدتها فى العطاء , كانت كفيلة باخراجى من حالة اليأس العاطفى الذى اعانى منه .
خصوصا وأن علاقتى بأمى كانت علاقة جافة , هى تحب أولادها الذكور , وتريدنى أن أتزوج من أى رجل مهما كان مثل صديقاتها . وأنا اريد انسانا مختلفا تماما عن المتقدمين لى . كنت اريد رجلا مختلفا وغير عاديا . مع العلم أننى لم أندمج فى الثقافة , ولم اقرأ كلمة واحدة , أو اكتب حرفا واحدا .
ووجدت فى ( العزلة ) مع نفسى وأنصرافى للعمل حافزا حقيقيا للتقدم , ونافذة جديدة لمواصلة الحياة .
وبدأت أفكارى ترتب نفسها وفقا للأولويات المتاحة لى .
فقررت العمل بشكل جاد .
والتعليم بشكل مستمر .
والأستقلال المادى الجديد .
العمل الجاد .
فى 1982 عينت من قبل القوة العاملة فى وزارة التربية والتعليم ( بادارة شبرا الخيمة التعليمية ) ثم نقلت الى مدرسة شبرا الخيمة الثانوية بنات .
فأصبح عندى أستقلال مادى .
أنفصلت ماديا واصبحت مسؤلة عن نفسى منذ هذه اللحظة , فلم اطلب أى طلبات من ابى او أمى .
التعليم المستمر .
تقدمت للحصول على دبلوم معلمات وألتحقت بمعهد شبرا الخيمة للمعلمين .
وكانت الدراسة مسائية , فأتاحت لى فرصة العمل والدراسة معا .
وفى عام 1985 .
اصبح معى دبلوم معلمات . وعملت فى مدرسة الخزف والصينى بمسطرد .
فتم تغير ( الكارير ) من سكرتيرة فى مدرسة ثانوى بنات الى معلمة فى مدرسة أبتدائى .