الجمعة، 16 مارس 2012

رحلة الكفاح والمغامرة

صفاء عبد المنعم "هنا والآن "
مذكرات : رحلة الكفاح والمغامرة (من 1980 الى 2012 )
-----------------------------------------------
س : ماهى المشاكل التى أعانى منها الآن ؟
      وتجعلنى فى حالة هياج عصبى ونفسى ؟
ج : أنا تركيبة معقدة , طبقات نفسية فوق بعضها , ربما أكون اعانى من عدم فهم الآخرين لى بشكل جيد !
     وربما أكون أسير ضد التيار , أو وفقا لرغباتى .
     وكانت أمى دائما تلاحظ ذلك , ومن أقوالها الكثيرة " هو أنت هتصلحى الكون ؟"
     ربما أكون ورثت هذه الطباع عن جدتى لأبى ! فهى كانت حادة الطباع , وحقيقى كانت ترغب دائما فى سير العالم    وفقا   لمزاجها الحاد والمتقلب والمسيطر , وهذا هو النظام الدكتاتورى , قول حاضر .
فربما بحكم الجينات الوراثية , أو طريقة التربية الخاطئة , نشأت على هذه الطباع , وكنت أنا المطيع دائما .

وبعد وفاة جدتى تحديدا عام 1980
تغير الوضع . عشت لحظات فراغ كبيرة , وكذلك لحظات ضياع , وشعرت أننى فقدت الحصن الدافىء , والصدر الحنون , ومصدر القوة المسيرة لحياتى .
فرغم دكتاتوريتها ألا أنها كانت حنونة وقوية وعلمتنى الكثير من السلوكيات المتشددة , وحرمتنى من أحساسى كأنثى لأننى كنت البنت الوحيدة فى مجتمع به أربع ذكور أولاد , فمارست علىّ القمع والوحدة , وعلمتنى القوة والشجاعو والصرامة والصبر وأننى لا أخاف ألا من الله سبحانه وتعالى .

علاقتى بأبى وامى
علاقة هامشية جدا , الأب يعمل خارج البيت ويغيب فترات طويلة . والم تعمل داخل البيت ومشغولة بأولادها الصغار وتربيتهم .
فشعرت بالأنشقاق العاطفى والنفسى .
فكان لى أن أبحث عن مصدرا للأحتواء .
ففكرت فى ( العمل ) خصوصا وأننى حاصلة على دبلوم تجارة 78 , وكذلك دورة تعليم اللغة النجليزية .
فعملت ( مدرسة ) للأطفال من الصفوف الأولى , وحصلت على نجاح باهر فى ذلك العمل , فحب الأطفال لى وسعادتى التى وجدتها فى العطاء , كانت كفيلة باخراجى من حالة اليأس العاطفى الذى اعانى منه .
خصوصا وأن علاقتى بأمى كانت علاقة جافة , هى تحب أولادها الذكور , وتريدنى أن أتزوج من أى رجل مهما كان مثل صديقاتها . وأنا اريد انسانا مختلفا تماما عن المتقدمين لى . كنت  اريد رجلا مختلفا وغير عاديا . مع العلم أننى لم أندمج فى الثقافة , ولم اقرأ كلمة واحدة , أو اكتب حرفا واحدا .
ووجدت فى ( العزلة ) مع نفسى وأنصرافى للعمل حافزا حقيقيا للتقدم , ونافذة جديدة لمواصلة الحياة .
وبدأت أفكارى ترتب نفسها وفقا للأولويات المتاحة لى .
فقررت العمل بشكل جاد .
والتعليم بشكل مستمر .
والأستقلال المادى الجديد .

العمل الجاد .
فى 1982 عينت من قبل القوة العاملة فى وزارة التربية والتعليم ( بادارة شبرا الخيمة التعليمية ) ثم نقلت الى مدرسة شبرا الخيمة الثانوية بنات .
فأصبح عندى أستقلال مادى .
أنفصلت ماديا واصبحت مسؤلة عن نفسى منذ هذه اللحظة , فلم اطلب أى طلبات من ابى او أمى .

التعليم المستمر .
تقدمت للحصول على دبلوم معلمات وألتحقت بمعهد شبرا الخيمة للمعلمين .
وكانت الدراسة مسائية , فأتاحت لى فرصة العمل والدراسة معا .
وفى عام 1985 .
 اصبح معى دبلوم معلمات . وعملت فى مدرسة الخزف والصينى بمسطرد .
فتم تغير ( الكارير ) من سكرتيرة فى مدرسة ثانوى بنات الى معلمة فى مدرسة أبتدائى .

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون