الاثنين، 3 يناير 2011

هناك شخصيات فى بئر ذاكرتى ( فصل من رواية بيت فنانة )

لم أكن أصدق يوما أننى سأفقد هذا الكم الهائل من الهل والأصدقاء فى سنوات قليلة , شخصيات عرفتها عن قرب , وعشت معها سنوات طويلة , وفجأة اختفت !
صغيرة أنا فى حجم عقلة الأصبع بدون أصدقاء .
فى بداية طفولتى كنت أعتقد أنه لايموت !لا الشيوخ الكبار , ولم يخطر ببالى أن يموت شابا فى عز الشباب .
تفكيرى بأن فقدهم مستحيل , كان لا يستوعب ما يحدث الآن . شباب وحيوية وضحكات من القلب , مهابه ووقار لم أرها بعدهم أبدا نادرا .. نادرا جدا , الآن لا يموت الشيوخ .
عندما توفى جدى لأمى وهو عنده (86) وتسعون حفيدا يتلقون العزاء كتفا بكتف , فقد امتدت حياته حتى رأى اليل الرابع من الأحفاد . يالله .. يا الله ماذا يحدث الآن ؟!
لا أعرف لماذا ينط فى راسى دائما مثل الفيرس على شاشة الكمبيوتر , وكان علىّ أن أجرى مئات المسحات له لكى لا يسيطر على رأسى ويعيد تخريبها بأفكار هدامة قاسية على الروح , ومن الصعب ممارستها على الأقل فى حيز تفكيرى الضيق , فأصبح على أقل تقدير عصبية المزاج , حزينة القلب , مكتئبة وصعيفة الأرادة , فأتنهد قليلا وأقوم بغلق شاشة الكمبيوتر الداخلى , والقيام فورا من مكانى , وفتح النافذة لتجديد الهواء , وصنع فنجانا من القهوة المحوجة والوقوف أمام الصبارات الخضراء ومشاهددة براعمها الصغيرة .
بعد لحظات تزول الحالة سريعا , وأعود !لى طاولتى وقلمى والكتاب الذى كان فى يدى ومفتوحا فى انتظارى .
أقرأ من أمام عينى , ولكن بهدوء , أستعيد شجاعتى وأصبر , ثم أصير أفضل مما بدأت , هكذا عودتنى الأيام دائما على تجاوز الأزمات مهما كانت شدتها , فأضحك فى داخلى واردد مقطع جاهين : ( مش فيه أحزان كتير عدت من قبلها ) .
فيزول حزنى وغضبى وتهون الشدائد مهما كان حجمها , تعود المشكلة صغيرة , صغيرة أبتلعها مثل قرص الأسبرين , وتضيف لتجاربى !رثا جديدا من التعاسعة لا ينتهى , ويخرج فى الكتابة على هيئة شذارات أو مقاطع كاملة , لحظتها .. لحظتها فقط أعرف أننى تجاوزت الأزمة بنجاح وصرت أقوى مما كنت عليه , ويضاف !لى رصيدى رواية جديدة من الروايات .

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون