لم أكن أصدق يوما أننى سأفقد هذا الكم الهائل من الهل والأصدقاء فى سنوات قليلة , شخصيات عرفتها عن قرب , وعشت معها سنوات طويلة , وفجأة اختفت !
صغيرة أنا فى حجم عقلة الأصبع بدون أصدقاء .
فى بداية طفولتى كنت أعتقد أنه لايموت !لا الشيوخ الكبار , ولم يخطر ببالى أن يموت شابا فى عز الشباب .
تفكيرى بأن فقدهم مستحيل , كان لا يستوعب ما يحدث الآن . شباب وحيوية وضحكات من القلب , مهابه ووقار لم أرها بعدهم أبدا نادرا .. نادرا جدا , الآن لا يموت الشيوخ .
عندما توفى جدى لأمى وهو عنده (86) وتسعون حفيدا يتلقون العزاء كتفا بكتف , فقد امتدت حياته حتى رأى اليل الرابع من الأحفاد . يالله .. يا الله ماذا يحدث الآن ؟!
لا أعرف لماذا ينط فى راسى دائما مثل الفيرس على شاشة الكمبيوتر , وكان علىّ أن أجرى مئات المسحات له لكى لا يسيطر على رأسى ويعيد تخريبها بأفكار هدامة قاسية على الروح , ومن الصعب ممارستها على الأقل فى حيز تفكيرى الضيق , فأصبح على أقل تقدير عصبية المزاج , حزينة القلب , مكتئبة وصعيفة الأرادة , فأتنهد قليلا وأقوم بغلق شاشة الكمبيوتر الداخلى , والقيام فورا من مكانى , وفتح النافذة لتجديد الهواء , وصنع فنجانا من القهوة المحوجة والوقوف أمام الصبارات الخضراء ومشاهددة براعمها الصغيرة .
بعد لحظات تزول الحالة سريعا , وأعود !لى طاولتى وقلمى والكتاب الذى كان فى يدى ومفتوحا فى انتظارى .
أقرأ من أمام عينى , ولكن بهدوء , أستعيد شجاعتى وأصبر , ثم أصير أفضل مما بدأت , هكذا عودتنى الأيام دائما على تجاوز الأزمات مهما كانت شدتها , فأضحك فى داخلى واردد مقطع جاهين : ( مش فيه أحزان كتير عدت من قبلها ) .
فيزول حزنى وغضبى وتهون الشدائد مهما كان حجمها , تعود المشكلة صغيرة , صغيرة أبتلعها مثل قرص الأسبرين , وتضيف لتجاربى !رثا جديدا من التعاسعة لا ينتهى , ويخرج فى الكتابة على هيئة شذارات أو مقاطع كاملة , لحظتها .. لحظتها فقط أعرف أننى تجاوزت الأزمة بنجاح وصرت أقوى مما كنت عليه , ويضاف !لى رصيدى رواية جديدة من الروايات .
صغيرة أنا فى حجم عقلة الأصبع بدون أصدقاء .
فى بداية طفولتى كنت أعتقد أنه لايموت !لا الشيوخ الكبار , ولم يخطر ببالى أن يموت شابا فى عز الشباب .
تفكيرى بأن فقدهم مستحيل , كان لا يستوعب ما يحدث الآن . شباب وحيوية وضحكات من القلب , مهابه ووقار لم أرها بعدهم أبدا نادرا .. نادرا جدا , الآن لا يموت الشيوخ .
عندما توفى جدى لأمى وهو عنده (86) وتسعون حفيدا يتلقون العزاء كتفا بكتف , فقد امتدت حياته حتى رأى اليل الرابع من الأحفاد . يالله .. يا الله ماذا يحدث الآن ؟!
لا أعرف لماذا ينط فى راسى دائما مثل الفيرس على شاشة الكمبيوتر , وكان علىّ أن أجرى مئات المسحات له لكى لا يسيطر على رأسى ويعيد تخريبها بأفكار هدامة قاسية على الروح , ومن الصعب ممارستها على الأقل فى حيز تفكيرى الضيق , فأصبح على أقل تقدير عصبية المزاج , حزينة القلب , مكتئبة وصعيفة الأرادة , فأتنهد قليلا وأقوم بغلق شاشة الكمبيوتر الداخلى , والقيام فورا من مكانى , وفتح النافذة لتجديد الهواء , وصنع فنجانا من القهوة المحوجة والوقوف أمام الصبارات الخضراء ومشاهددة براعمها الصغيرة .
بعد لحظات تزول الحالة سريعا , وأعود !لى طاولتى وقلمى والكتاب الذى كان فى يدى ومفتوحا فى انتظارى .
أقرأ من أمام عينى , ولكن بهدوء , أستعيد شجاعتى وأصبر , ثم أصير أفضل مما بدأت , هكذا عودتنى الأيام دائما على تجاوز الأزمات مهما كانت شدتها , فأضحك فى داخلى واردد مقطع جاهين : ( مش فيه أحزان كتير عدت من قبلها ) .
فيزول حزنى وغضبى وتهون الشدائد مهما كان حجمها , تعود المشكلة صغيرة , صغيرة أبتلعها مثل قرص الأسبرين , وتضيف لتجاربى !رثا جديدا من التعاسعة لا ينتهى , ويخرج فى الكتابة على هيئة شذارات أو مقاطع كاملة , لحظتها .. لحظتها فقط أعرف أننى تجاوزت الأزمة بنجاح وصرت أقوى مما كنت عليه , ويضاف !لى رصيدى رواية جديدة من الروايات .