الجمعة، 26 نوفمبر 2010

كانت كأمى .
كل مساء كنت أذهب !لى هناك أحمل كتبى تحت أبطى وأدخل فى مراحب الهدوء والعلم , كانت تفتح لى الباب وتضحك : أدخلى يابنت الكلب , الأستاذ لسه نايم , أقعدى معايا .
أجلس !لى جوارها مثل القط الأليف وهى تطبق الغسيل , وتضحك : أتعلمى يابنت الكلب كويس , أوعى تطلعى خايبة , سيبك من الهم اللى أنا فيه أنا وأمك .
أضحك من خلف شفتين صغيرتين حمراوين , وأمد يدى أطبق معها الغسيل .
كانت كلماتها تبهرنى , رغم الشتائم المصحوبة لها , ومع ذلك كانت هى بوابتى التى تفتح لى الباب وتضحك : تعالى يابنت الكلب الأستاذ لسه نايم .
أضع كتبى فى أدب , وأسير على أطراف أصابعى وأجعل يدى تعمل مع يدها , أساعدها فى كل شئ و وأعشق كلماتها الجميلة والخبيثة والمدللة لى أحيانا , ثم تصنع كوبا كبيرا من الشاى , وتطلب منى أن أناولها قرص أسبرين من الأجزخانة المعلقة فى الصالة .كانت معلقة عاليا , وأنا قصيرة جدا , أشب على أطرافى أصابعى بهدوء , واسمع صوتها ينادينى : أوعى تقعى أو توقعى حاجة .
أعود بخفة وسعادة لأنى نجحت وأحضرت قرص الأسبرين دون خوف وبهدوء , وبعد أن تشرب الشاى وتأخذ قرص الأسبرين , تصنع كوبا آخر من الشاى ثم تبدأ فى النداء على الأستاذ كى يصحو , ثم تدير وجهها نحوى : صاحى طول الليل يذاكر ياعين أمه لحد الفجر , وراح الجامعة ورجع على ريق النوم من غير فطار , وجه أتغدى وقيل شوية , وأنت يابنت الكلب ديمن تيجى عشان تصحية , آه منك أنت .
تصب كوب الشاى وتحمله فى سلام وحب وهدوء , تضعه على المنضدة الصغيرة بجوار السرير .
يستيقظ الأستاذ , يدخل الحمام , يغسل وجهه , ثم يعود حاملا المنشفة , يرفعها عن وجهه ويبتسم : أنت جيتى ياوزة ؟
أهز راسى فى صمت وانا واقفة مكانى بجوار المنضدة الصغيرة .
يقترب يمسك كوب الشاى الساخن , يدفئ به يديه , يحتوى الكوب بحب وشفغ , ثم يطلب منى الجلوس , وفتح كشكول الواجب .
يمسك القلم الأحمر ويقراء فى صمت وهو يرشف الشاى فى رشفات سعيدة وبطيئة .
أنظر أليه وهو يبتسم : عشرة على عشرة .
أبتسم فى دلال .
- عارفة لو كنتى جبتى درجة وحشة كنت علقت فى اللنضة , وقلت لستك .
كنت أخاف وأموت فى جلدى عندما يقول لى أقول لستك حتى ولو من باب الهزر أو المداعبة , كنت أعرف وعدها !ذا فشلت وأخذت درجات سيئة , سوف أجلس فى البيت أربى أخوتى الصغار وأساعد أمى .
وهذا ما كنت أخاف منه الجلوس فى البيت , فأنا لا أريد حظا مثل حظ أمى ( البيت وتربية الأولاد ) أنا أحب العلم والنافذة التى فتحت لى بالصدفة البحتة , هو وقوف جدتى !لى جوارى ورفض دعوات أبى أو أمى للجلوس فى البيت .
لذا حافظت على النجاح بكل طاقتى الضعيفة والتى كانت تقويها كلمات التى كأمى ( أتعلمى يابنت الكلب ) وحب استاذى للعلم وأخلاصة فى الدرس .
كانت تاتى الأم على فترات قريبة تمسك كوب الشاى الساخن وتضعة على المنضدة , وتضحك عندما ترانى أجيب على الأسئلة , وأحيانا كانت تقف بضع دقائق تشجعنى , وأحيانا تصفق لى عندما أجيب على سؤال صعب والستاذ يشجعنى ( برافو ياوزة )
أحب دائما كلمات التشجيع وجمل الأطراء هى التى دفعتنى للتقدم ومواصلة المسيرة من طفلة صغيرة خائفة لا تطول أجزخانة الدواء العالية !لى مديرة مدرسها تديرها بحب وأخلاص .
ولكن مايحزننى هو اختفاء الأستاذ والأم وجمل الأطراء وكلمة يابنت الكلب أجدعنى .

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون