الاثنين، 8 فبراير 2010

قصة / أشياء صغيرة وأليفة ( أغسطس 1994 )

مرورا بالوقت , والأولاد, والدروس , وانتهاء بالبيت , والصابون , وصوت الموسيقى ..
ترقدين ممددة الذراعين , تتركين لساقيك حرية الحركة .
والأشياء الأليفة تخدعك للغاية فى بساطتها , تواجدها , !ذابتها داخلك - عفوا- ستصنعين كوبا من الشاى , استكمالا للدفء والاسترخاء وتواصلين هز قدميك فى سرعة وسهولة واعتياد . اليوم الجو صحو والسماء بها الشمس واضحة , ترسل أشعتها . ومع ذلك يمر بداخلك تيار بارد وسخيف , تقبضين على الكوب الساخن بشدة , وتتلذذين بشرب الشاى .
أنت الآن حرة فى شرب الشاى , مد ساقيك , غسل الكوب أو تركه , صحتك , حديثك .
حرة !لى مدى خرق عينيك فى صورة زواجك أو تقطيعها . !نه الشتاء .
وحدك تدخنين , وابنتك !لى جوارك , تلعب بيديها الغيرتين فى كتاب جلبتيه خصيصا لها ,
!نه الشتاء هنا !
تشاركنا فى الفطور والنوم وحلاوة المولد وبالذات الحصان الحلاوة ( !نه يرقد الآن أمامى , بلا حراك , بلا معارك فقط يرقد ) لا تتعجل فى الرد الآن .
ولا تكتم عنى شيئا , أريد !خبارك , الجميع هنا فى الجو والوقت والأعياء سواء .
ابنتك تدلق الشاى الساخن على يدها , فأطفىء السيجارة وأجرى بها , كم كنت قاسيا عندما لمست بيدك طرف حذائى وضحكت : العالم يبدأ من هنا .
الجيران خيمة لابد من تمزيقها والبرد قارص هذا الشتاء .
وأعمدة النور عيون رجال مشرعة فى الهواء , والجو بارد جدا .
وأنت تحت الضوء الخافت تنفث هواء سيجارتك , !نك شديد التماسك لدرجة أنك ترعبنى , خنقت رغباتى المتداخلة فيك , وقفزت بكل مدخراتك عن معرفتى , وحبستك داخل أسئلتى .
أخبرتنى أن الجرائم الصغيرة , تبدأ من ها هنا , وأشرت ناحية القلب .
سؤال يحيرنى : كم تبقى لك الآن من الشجاعة ,كى تهاجمنى بالعساكر والبرد . دائما تختار الأسود , المنضدة الصغيرة تزدحم بأكواب الشاى والورق وأعقاب السجائر والشطرنج .
حيث أنا ..
لا أحد .
أنت الآن متعب للغاية .
تفرد ساقيك على الكنبة , تبسط راحة يدك وتمدها فى تكاسل .
جميل أنك تخطئ , وتطفئ السيجارة على الأرض . التواريخ منافذ عتمة .
فهل من حقى أن أكتب
وأرقص
وأشرب
وأدخن
وأحب
وو
وو
وووو
000000000000000 تمت أغسطس 1994
( من مجموعة أشياء صغيرة وأليفة
عام 1996 سلسلة أصوات أدبية )

ليست هناك تعليقات:

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون