فأل سئ
لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟
منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك
والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العمل!
منذ ليلة أمس وأنا في حالة غضب وعزلة، منذ
رأيت عينيها الدامعتين وهى تشكو لي من هجر وحيدها لها.
وحيدها الذي أكتفت به عن الدنيا، بعد هجر الب
لها، قالت وعيناها مليئة بالدموع: العوض على الله، في تعبي وشقيا وسهري طول
السنين.
جملة كانت صادرة من قلب أم موجوع، لقد وصلني
الوجع وصب في قلبي.
تعاطفت معها لدرجة التوحد في الألم.
صمتُ ولم أقل لها شيئا.
كل ما فعلته، أنني نظرتُ نحوها بهدوء شديد
وهى تمسح بظهر يدها دمعة حزينة سقطت فجأة على وجهها.
هذه الدمعة!
سقطت في قلبي فأوجعتني كثيراً.
خرجت من المكان، وأنا أحمل غضباً، وألماً،
وكرهاً، وبغضاً لهذا العالم.
الذي لم يتجمل من أجل أم وحيدة.
وأنا أضع يدي على الباب عند الخروج، كنتُ
أريد أن أأخذ الحزن معي، والدمعات، والآهات، وأرتك لها ولو بسمة صغيرة تحمل أملاً
مجهولآ أو حنينا مضاعفا.
ولكنني خرجت في صمت، وأنا أهبط درجات السلم
في هدوء وألم إلى الشارع.