الأحد، 12 أكتوبر 2025

قصة علبتان كانز من درينكيز

 

علبتان كانز من درينكيز

 

(كنت بشتاق لك وأنتِ هنا، بيني وبينك خطوتين، خطوتين..).

لم تكن تدرك أن طعم الشعير الحامض يوازي طعم المشروب المثلج الطازج.

هى كانت لا تدرك التفرقة.

لكنها تجيد الفعل.

عندما هبطت سريعا من الباص أمام محل درينكيز، دخلت مسرعة دون تفكير، فتحت الثلاجة المدهشةبكافة المشروبات، ومدت يدها دون روية، دون تفكير، وأخذت علبتين كبيرتين من مشروب الشعير المفضل لديها.

وهى أمام الخزنة، تدفع مبلغا كبيرا، سألت البائع بتعال وهو يضع العبوتين داخل كيس بلاستيكي أسود.

ضحكت : طبعا دي مصرية.

هز البائع رأسه ضاحكا : مصرية ميه ميه.

أخذت الكيس وخرجت.

وهى تمني نفسها بسهرة سعيدة.

نظرت حولها.

رأت النيل (حابي) الحبيب، العاشق المتيم بها.

قالت داخل نفسها : تمام، برافو.

لقد عرفت أن الإله القديم يناديها.

فجلست على شاطئه تعيد الذكريات القديمة، وهى تحتسي المشروب المثلج وتنتشي، تنتشي.

إلى أن جاء صوتا بعيدا من باخرة تقترب وتتهادى على صفحة النيل.

(والعمل إيه العمل، ما تقولي أعمل إيه؟).

ظل الصوت يقترب، ويقترب، ويقترب، حتى اصبحت الباخرة أمامها تماما.

كانت هى قد تجرعت العبوتين، وقذفت بكامل ملابسها داخل النيل الحبيب.

والصوت مازال يتهدد ويتهادى، والباخرة تسير بهدوء شديد نحو الأمام.

في هذه المرة كان صوت عبد الحليم آتيا (شوف بقينا فين يا قلبي، وهى راحت فين).

-------------------------------------------------------------------------- 

 

قصة علبتان كانز من درينكيز

  علبتان كانز من درينكيز   (كنت بشتاق لك وأنتِ هنا، بيني وبينك خطوتين، خطوتين..). لم تكن تدرك أن طعم الشعير الحامض يوازي طعم المشروب ا...

المتابعون