في مدينة نصر
هنا..الصمت.
هنا .. الحياة ميته، ليس بها رونق الشجار بين الأحبة.
وبعد أن فقدت فكرة العيش في حي شعبي عريق مثل(المطرية) التي ولدت فيها.وبها بقايا ذكريات ضائعة من طفولة مرت سريعا. ومنطقة(أرض اللواء) بالجيزة.فقدت طزاجة اللحظة وعفوية المشهد.فقدت كثيرا من القدرة علي التعايش وسط الناس بكل زخمهم وامراضهم ورغباتهم الطائشة والزائفة والحقيقية.
هنا..حيث لا أحد..حقيقي تراه صباحا أو مساء أو تتجاذب أطراف الحديث معه علي بسطة السلم وأنت تنزل مهرولا.
هنا..لا جيره.لا صداقة.
هنا..لا تفتح نافذتك علي صراخ إحدى الجارات وهى تلعن سلسفيل أبو العيشة واللي عايزين يعيشوها.ولا تسمع صوت جارتك وهي تعنف أطفالها الصغار وتتوعدهم.أو تشم رائحة العرق أو البول المخزن من ليلة أمس الباردة عندما تقوم جارتك المجاورة أو المواجهة لك في السكن بنشر البطاطين والألحفة في شمس الشتاء الدافئة.
هنا..لا صوت يعلو علي صوت ضجيج كلاكسات السيارات الزاحفة ليلا في طابور طويل نحو المناطق الشمالية الجديدة.
هنا..لا باعة جائلين تمارس سطوة المساومة معهم كى تخرج منتصرا.
هنا.. فى السابعة صباحا لا شئ يقلق راحتك.لا أطفال ضعفاء ممصوصين يصوصون او يهللون لارتفاع طائرة ورقية فوق السحاب.أو انقطاع خيطها.فيجرون مرفرفين مسرعين مهللين نحو الأسطح القريبة ويحاولون القفز عاليا لملاحقة أول الخيط وتتبع الطيارة الورقية المارقة.
صفاء عبد المنعم
مدينة نصر 13 أغسطس 2019 .