السبت، 2 فبراير 2019

دراسة


لمرأة فى المثل الشعبى
أهداء إلى / ست البنات ( هند نافع )
لماذا الأمثال الشعبية ؟
المثل الشعبى يتميز بالإيجاز والشيوع ، ونستطيع أن نتعرف على طبيعة شعب ومستوى تفكيره وثقافته وفلسفته من خلال المثل الشعبى .
والأمثال متنوعة بحسب المهنة والبيئة سواء زراعية أو صناعية أو تجارية .
والمثل المصرى يمتاز بالفكاهة والدعابة والتنغيم والقافية ( القرد فى عين أمه غزال ) والمرأة أحتلت العديد من الأمثال الشعبية فى العالم بأختلاف المعتقدات والثقافة والقيم والمبادىء والعادات والتقاليد ، والمرأة هى ( الأم والأخت والزوجة والأبنة ..الخ ) وهناك بعض الأمثلة القليلة والتى ترفع من شأن المرأة ( لبس البوصة تبقى عروسة ) وأمثال كثيرة تحط من شأنها وتضعها فى مرتبة أدنى عقليا أو فكريا ( شورة المرة يامسخرة ) أو فى مكانة أقل من مكانة الرجل ( المره من غير راجل زى الطربوش من غير زر ) فإذا أمعن النظر فى الأمثال الشعبية فإننا نستنتج منها أنحطاط منزلتها الإجتماعية فى بعض المناطق ( يامخلفة البنات ياشايلة الهم للمامات – البنت تجيب العار والمعيار والعدو لباب الدار) وهذا ليس فى الأمثال فقط ولكن فى بعض مقولات الحكماء والفلاسفة يقول سقراط : المرأة هى حيوان بليد أحمق ، ولكنه من بواعث الفرح والسرور .
فى المجتمع الغير ديمقراطى والمجتمعات الفقيرة تظهر النظرة الدونية للمرأة بشكل كبير ، وتظهر على السطح مقولات متعددة حول حقوق المرأة ومن أشهرها ( التميز ، العنف ، القهر ، التحرش ، الأغتصاب .. الخ ) ودائما يتمنى موت المرأة بأى شكل من الأشكال لأنها تمثل العار للأسرة أو القبيلة ، وجميعنا يعرف ( وأد البنات فى الجاهلية ) والمثل الشعبى يحبز ذلك أيضا ( موت البنت ياهنا لو كان عطرها على القنا – موت البنت سترة ) .
ودائما يشار إلى المرأة بضمير الغائب ( هى ، هن ) ونادرا ما نسمع ضمير المتكلم ( أنا ، نحن ) فمثلا ( هن رحمة لنا .. )
ونادرا فى هذه المجتمعات ماتوضع المرأة على رأس منصب قيادى هام ( رئيسة وزراء أو رئيسة جمهورية ) وإذا جاءت وزيرة من باب زر الرماد فى العيون وأدعاء التحضر تكون وزيرة ( شئون إجتماعية – الهجرة – البيئة ) وهذه تعد نظرة متدنية للمرأة من قبل رجالات المعنية بذلك ، ففى الخلفية الثقافية هناك دعامات أساسية تؤيد هذا القرار ولا تعلنه ، وجيعنا يعرف قصص كثيرة فى مواقف متعددة خصوصا مع ثورة يونيه 1952 .
فى عام 1856 خرج آلاف النساء للأحتجاج فى شوارع نيويورك على الظروف اللإنسانية التى كن يجبرن على العمل تحتها .. وفى 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد فى شوارع نيويرك وحملن قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود فى خطوة رمزية لها دلالة وأختارن شعار( خبز وورود) .
وطالبت بتخفيض ساعات العمل .
وقف تشغيل الأطفال .
منح النساء حق الأقتراع .
وفى عام 1945 عقد أو مؤتمر للأتحاد النسائى الديمقراطى العالمى ، وأعتقد أن ( هدى شعراوى حضرت هذا اللقاء مع مجموعة من سيدات مصر من الأتحاد النسائى المصرى .
فى عام 1977 تم الأقتراع فى الأمم المتحدة على أختيار يوم 8 مارس للأحتفال بالمرأة ، واصبح يوم المرأة العالمى .
فى عام 2007 تأسست جائزة من قبل وزيرة خارجية أمريكا ( كوندوليزارايس ) الجائزة العالمية للمرأة الشجاعة .
وقد فازت من الوطن العربى بهذه الجائزة نساء عديدات على سبيل الحصر :
من العراق
(إيمان الجبورى – سندس عباس – شذا عبد الرازق – سعاد اللامى) .
من فلسطين
(نبال ثوابتة)
من اليمن
(ريم النميرى)
من السعودية
(سامية العمودى – سمر بدوى – د. مها المنيف)
من سوريا
(مارى كلود نداف – رزان زيتونة)
من الأردن
(أيفا أبو حلاوة)
من ليبيا
(هناء الحبشى)
من السودان
(حواء عبد الله محمد صالح )
الدين الأسلامى
عزيز المرأة فى ذلك الوقت ورفع من شأنها وهناك سورة كاملة ( سورة النساء) والأية الكريمة تقول ( خير نسائكم التى إذا نظر إليها زوجها سرته ، وإن أمرها أطاعته ، وإذا غاب عنها حفظته فى نفسها وماله ) . نلاحظ كل هذا لصالح الرجل ( الجمال – الطاعة – الشرف ) ويؤكد على ذلك المثل الشائع (بارك الله فى الدابة السريعة والمرأة المطيعة والدار الوسيعة ) .
خرجت المرأة المصرية فى مرتين فى أحداث ثورة 25يناير 2011 خرجت النساء تنادى ( عيش حرية كرامة عدالة إجتماعية )
فى أحداث مجلس الوزاء عام 2011 الجميع يعرف حكاية ( ست البنات) هند نافع الفتاة التى تم سحلها وتعريتها والأعتداء بالضرب المبرح عليها .
تميز عنف قهر تحرش أغتصاب عنصرية ( بوتقة تهرس جسد الأنثى ومشاعرها فى جميع المجتمعات الغير ديمقراطية .
والعنف قد يكون من قبل ( الأب – الأخ – الزوج – الأبن – رجل الشارع – رجل الشرطة .. وجميع ذكور المجتمع بلا أستثناء إلا من رحم ربى وهم قلة خصوصا فى هذا التوقيت الذى يحتل فيه الدين الشكلى الساحة الثقافية ، وثقافى الصحراء تغذو ثقافة الحضر .. كما نلاحظ فى الأمثال العربية الحياة الإجتماعية والأقتصادية للعرب ، فإذا أمعنا النظر فى أمثالهم عن المرأة نستنتج منها إنحطاط منزلتها الإجتماعية فى نظرهم خاصة فى القدم .
تميز الرجل عن المرأة ، وتفضيل خلفة الولد عن البنت :
( لما قالوا دا ولد أنشد ضهرى وأنسند ، وجابولى البيض مقشر عايم فى سمن البلد )
( لما قالوا دى بناية ، أنهدت الحيط عليا ، جابولى البيض بقشره وبدال السمن ماية )
العنف والقهر ضد المرأة :
النظرة المتدنية للمرأة ، والأمثال ترسم صورة سلبية كبيرة عن دور المرأة فى بناء المجتمع ، ومشاركتها الفعالة ، ودائما السخرية اللاذعة من نصيبها ، وتفضيل الرجل عنها لمجرد أنه رجل حتى لو كان عضوا غير فاعلا أو بلا عمل ( النساء ناقصات عقل ودين ) ( ياويل من أعطى سره لمراته ياطول عذابه وشتاته ) .
فهى تظهر بعقل أدنى من الرجل وقلة الحيلة وعدم القدرة على التفكيرالجيد أو صون السر ، وأن المرأة لا تصلح للأعمال الشاقة ولكن تصلح للزواج والإنجاب وبعض الأعمال المتدنية مثل ( الخدمة ، الداية ، المعددة ،المغسلة .. الخ ) .
وفى أحيانا كثيرة تحمل المرأة آليات قهرها ، وتكون هى القاهرة لنفسها أو لغيرها وتقوم بأدوار فى المجتمع الذكورى لحسابه مثل دور ( الحماة وزوجة الأب ) لهما النصيب الأكبر من السيطرة والعنف ، ( الحمى عمى – مرات الأب خدها يارب – قال مرات أبوك بتحبك قال تبقى أتجننت ) وفى بعض العائلات تكون هى الست الكبيرة أو ست الدار .
التربية والنشأة الولد يحاط بالرعاية الكاملة ويأخذ حرية أكبر ويتعلم وهناك بعض الأسر تتكتفى بتعليم البنت إلى مرحلة معينة وخصوصا الأشهر دبلوم تجارة .
ودائما تحمل البنت صفات الأم ( أكفى القدرة على فمها البنت تطلع لأمها ) .
وهناك العديد والعديد التى تقلل من شأن المرأة مهما كانت مرتبتها والسخرية اللازعة تكون من نصيبها الأكبر .
عل سبيل المثال لا الحصر :
عمشه وعامله مكحلة .
على ما العامشة تتكحل يكون السوق خرب .
عامشة وتقول لأبوها ودينى الكوافير .
عارجة وتقول لأبوها تقل لى الخلاخيل .
إن حبوك ياويلك وإن كرهوك ياويلك .
********************
صفاء عبد المنعم

فصل من رواية عطية الشمس

  (عطية الشمس)  رواية صفاء عبد المنعم -----------------------   إهداء إلى/ أبطال رواية من حلاوة الروح --------------------------...

المتابعون