صوت الموسيقى
كنت أراها تسمع صوت الموسيقى أتيا من بعيد، فتترنح، وتتموج بجسدها الفارع
النحيل، وتتمايل برأسها مثل شجرة التوت فى فصل الربيع المزهر، ثم اسمعها تردد بعض
كلمات غامضة علىِ، وأنا مازلت طفلة صغيرة لا تعى نشوة الأنوثة الرطبة بشكل غامر،
ولا حبور الأنتظار المستمتع !!
وعندما أقترب قليلا منها، أراها تغمض عينيها
وتنصت جيدا، كأنها تعيش فى رحاب معبد أو قاعة كبرى للموسيقى، وكأن هناك فى مكان ما
بعيد، يجلس عازف هارب يجيد العزف على آلته، فأنتج هذا الصوت الساحر البعيد .
كانت مثل الفراش الأصفر الصغير الذى يطير
محلقا عاليا، عاليا، مخلفا وراءه الأرض والبحار والأنهار، ولا ينظر للخلف أبدا
مهما بعدت المسافات، وطال طول أنتظاره، للوصول إلى المرفأ البعيد هناك، هناك عند الشاطىء
الآخر من الجزيرة البعيدة، كان يرقد جسدها الفارع، حيث ثمة موسيقى خاصة تعزف لها .