حوار دار لمار
س1 بما تصفين
(صفاء عبد المنعم) لمن لا يعرفها ؟
ج صفاء عبد
المنعم حدوتة مصرية .
امرأة طموحة،
تعشق الحرية، وتحب العلم والثقافة، نشأة فى أسرة متوسطة، وأستفادة من إنجازات عبد
الناصر(التعليم المجانى، والتعين عن طريق القوى العاملة) تعمل فى إدارة المدرسة
بالديمقراطية التى تؤمن بها، ربت بنتين على قيم الخير والجمال والعدل وحب العلم
والإبداع .
س2 لكل أنسان
ناجح عوامل تضافرت فأنجحته، فما سر نجاحك؟ وهل يمكنك تحديد العوامل التى خلقته؟
ح أول عامل ساهم
فى نجاحى هو تفوقى فى الدراسة والأصرار على الأستمرار ، وعدم السماح لأى شخص مهما
كان فى تغير أفكارى وقنعاتى وقرارتى .
- التفكير فى
نموذج جيد للرجل الذى أريد الأرتباط به ، كنت عكس كل البنات فى ذلك الوقت يحلمن
بالشبكة والعفش والشقة ، أنا كنت أحلم برجل مختلف ، يحترم عقل المرأة ويقدر وعيها
وطموحها، لقائى بالشاعر مجدى الجابرى أثبت صحة وجهة نظرى عن الزوج المثالى
العوامل التى خلقت النجاح :
- التفكير
بأكثر من طريقة لحل المشكلة مهما كانت صعبة أو مستحيلة .
- ترتيب الأولويات .
- القراءة
المستمرة بشكل يومى .
- التفكير بمنطق المكسب / المكسب .
- حرية الفكر وتحديد الأهداف، ماذا تريد ؟ وماذا تفعل؟
وماذا تحب؟
- القراءة المتنوعة فى كل المجالات وليس الأدب فقط .
- عشقى لمصريتى وأعتزازى بهويتى .
- أنتهاز الفرص للتدريب والمعرفة وحب العلم .
- الأطلاع على كل ماهو جديد ومثمر .
- القراءة اليومية لمدة لا تقل عن 3 ساعات يوميا.
س3 كيف ساهمت بيئتك فى خلق نجاحك ؟ وما أبرز عناصر تلك
البيئة ؟ وإلى أى مدى أنتِ راضية عنها ؟
ج لقد تربيت فى طفولتى فى حى شعبى ، وهو حى المطرية ،
ويقع بالقرب من منطقة المسلة، وله حضارة قديمة ، وبه العديد من الأماكن الأثرية
الدينية وكثير من الأضرحة للأولياء الله ، وقد تعلمت كثيرا من الثقافة الشعبية
السائدة فى فترة الستينات ، والأنجازات المهمة التى حدثت فيها ، وأذكر على سبيل
المثال عشقى لخطابات جمال عبد الناصروفكرة البطل النموذج المثالى ، وكنت أجلس مع
الأسرة للأستماع إليها بحب وشغف ، وماساهمت به فى تسيس الشعب المصرى ، ولكن الآن
الأحياء الشعبية لم يعد لها الصدى القوى مثل السابق وأندثر الكثير من العادات
والتقاليد من حياة المصريين ، وتبدلت بعض القيم المثالية مثل الجار للجار وغيرها .
س4 إلى أى مدى يمكن للبيئة المحيطة أن تيسر أو تعيق
أنطلاقة امرأة تهتم بالشأن العام وتريد أن تنجح ؟
ج عندما نترك للأخرين تقيم ما نفعله أو أنتظار رد الفعل
الإيجابى منهم ، ولكن الأنفصال عن البيئة المحيطة مهم جداَ خصوصاَ فى مجال الإبداع
لأنه أحيانا لا يفهم مصطلح (كاتبة) عكس (صحفية) ولكن لا تنظر للواقع نظرة متعالية
، أن تعايش الواقع ولكن بصورة مختلفة هى ليست الأندماج والأندياح التام فى الواقع
، ولكنها علاقة أتصال أنفصال ، وأحيانا الوقوف عن بعد لمشاهدة وتقيم هذا الواقع
المتعين أمامك خصوصاً فى المناطق العشوائية والتى تكونت بعد فترة السبعينيات وفيها
الكثير من السلبيات على الروح والثقافة ، وأنفصال الناس بشكل كلى عن أحترام
خصوصيات الآخر والجهل التام به .
س5 ما تقيمك لنسبة النجاح الذى حققته حتى الآن؟
وماتفسيرك لهذه النسبة؟
ج بالنسبة لى ،النجاح الذى حققته حتى الآن (كثير ومشرف)
ولكن بالنسبة لشخصية مثلى طموحة لا ترضى أو تقتنع بما أنجزته ، لآنها تشعر بشكل
دائم أنه مازال هناك الكثير والعديد من المشاريع التى لم تنجز بعد . وأحيانا تكون
هناك معوقات عديدة خارجة عنك مثل العمل والعلاقات الإجتماعية والمسؤولية المادية .
س6 ماذا يمثل النجاح فى رأيك؟ ومتى نعتبر الإنسان ناجحا؟
النجاح يمثل لى الحياة التى أربو أليها ، واكتب ما أريد
دون خوف أو عمل حسابات لعلاقات خارجية مثل
النشر ، ماذا أحصل من وراء هذا العمل ؟ أنت تكتب لأنك تشعر بحرية واستمتاع
ومسؤولية .
الأنسان الناجح هو الذى يحقق مايطمح إليه وليس مايريده
فقط ، أن تصل إلى الهدف الحقيقى حتى فى عملك .
س7 تأسيسا على السؤال السابق ، ما العوامل التى لو
اجتمعت تضمن للإنسان الفشل؟
ج فقد البوصلة الخاصة بك .
عندما يترك الأنسان أرادته فى يد غيره يسيرها له ، ويغيب
الوعى ، ولا يسعى جاهدأ لتحقيق مايريده هو ، وليس مايريده الآخرين له أو منه ، حتى
لو فشل ، يحاول مرة وأثنين وثلاثة ، وإذا أخطأ هو الذى يحاسب ويقيم نفسه ويتعلم
الدرس بشكل جيد . ويتحمل نتيجة أختيارته ، وتبعات الأختيار .
س8 بعد أن وجدت ذاتك، ووصلتي إلى معادلة ما أنجحتك، لنتصور أنك تبدئين
اليوم حياتك العامة، من أين ستبدئين؟ وهل ستختارين الطريق نفسه؟ وعن أي شيء
ستتخلين؟ وبأي شيء سوف تتمسكين؟
ج كنت سأتخلى عن المثالية المفرطة ، وكنت
سأتمسك كثيرا بأموالى بشكل خاص . وأواصل العلم حتى الحصول على الدكتوراة . وماعدى
ذلك فمعظم أختياراتى ناجحة ومهمة ، وفعلتها عن قناعة تامة .
س9 أحياناً يفكر الإنسان، خلال مرحلة ما،
في الرجوع للخلف قليلاً، أو تجاوز تغيير المسار، أو التراجع عن قرار اتخذه. هل
فكرت في تغيير مسارك يوماً؟ أو تراجعت عن قرار مصيري؟
ج لا ولكن هناك سؤال هل لو كنت ظللت فى
وزارة الثقافة والتى أنتدبت إليها عام 1986 ولم أعد إلى وزارة التربية والتعليم
ماذا كنت أكون عليه الآن ؟
س10 نجاح المرأة، هل يحتاج إلى داعم، أو
راعي، أو مساند بصورة ما؟ أو لا يحتاج؟ ولماذا؟
ج نجاح المرأة يتوقف على مدى إيمانها
بذاتها كأنثى أولاً ثم ككاتبة ثانية .
الدعم ربما يوفر بعض الوقت أوالفرص ، ولكنه
لا ينتج إبداعاً حقيقيا .والأعتماد الكلى على الداعم الخارجى يقد يسبب السقوط أو
الفشل عند عدم تواجده أو البحث عن وجه آخر ، فتنهار وتفشل .
س11 لنفترض أنك إنساناً آخر غير الذي أنت
عليه الآن، وصادفت كتاباً يحمل اسم "صفاء عبدالمنعم" على إحدى رفوف
مكتبة، أو في معرض ما، ماذا سيكون قرارك، هل تقتنيه، أم تفكري قليلاً، أو تنصرفي
عنه؟ ولماذا؟
ج سوف أقتنيه من منطق التعرف على الجديد عن
قرب وليس عن السماع ، وتقيم العمل منفصلا عن الشخص ، هناك أصدقاء لا اقرأ لهم ،
وهناك اسماء أبحث دائما عن كل جديد لهم دون معرفة أو لقاء .
س12 بمَ تصفين أسلوبك في الكتابة؟ وما الذي
يميز كتاباتك؟
ج أسلوبى دائما يحير الآخرين ، لأن كل عمل
لى له طريقة كتابة مختلفة وتقنية جديدة ، الذى يميز كتابتى هو الصدق المشاعرى ،
تأصيل الهوية ، تفتيت بعض الثوابت فى العلاقات وتخلخلها بشكل فنى علمى وبأسلوب
أدبى .
س 13 إذا كان عليك الاختيار بين أن تنشري
لنفسك أو لغيرك، ماذا ستقررين، وما المكسب أو الخسارة في الحالتين؟
ج هو حقيقة أفكر وبشكل جدى فى عمل دار نشر
خاصة لنشر الإبداع المختلف والجديد والمميز لى أو لغيرى سيان ، مايهمنى الإبداع
أكثر من المبدع حتى لو فى أى مكان .
س 14 أي كتبك أقرب إليك؟ ولماذا؟
ج كلهم أبنائى ، ولكن هناك مثلا التجربة
الأولى ، أو الأكثر رواجا.
أحب مجموعة قصص بنات فى بنات ورواية من
حلاوة الروح والتى كتبتها كاملة باللغة العامية وصدرت عام 2000 وهى أول رواية صدرت
لى .
س15 هل لك أن تحكي لنا متى بدأت الكتابة؟
وكيف كان شعورك عند صدور أول كتبك؟ وهل نجح في الوصول إلى جمهورك المقصود؟
ج بدأت الكتابة عام 1982 ، وكونت أنا
ومجموعة من الأصدقاء ندوة باسم جماعة جذور بمركز شباب المنشية الجديدة بشبرا
الخيمة . شعورى عند صدور أول كتاب لى سعادة بالغة ولذة لم أحققها حتى الآن ، ورغم
بساطة صناعة الكتاب والإبداع إلا أن المجموعة لاقت ترحيبا جميلا . بدأت الحكاية فى
عام 1984 عندما قررت أنا وصديق لى أن نقوم بطبع كتاب ماستر مشترك ، 4 قصص لى وهو
كذلك ، وكانت تكلفة الكتاب حوالى 75 جنيها ، اسم المجموعة (حكايات الليل) .
س16 لنتعرف من خلالك على بيئة الكتابة في
مصر، ما الذي يميزها، وماذا يعيبها؟ ما التحديات التي تعترض الكاتبة، وكيف هي
معاملة دور النشر لها؟
ج بيئة الكتابة فى مصر الآن مختلفة عما بدأت أنا
مثلا فى عام 1982 ، أصبح هناك تعدد فى الآراء ، وكثير من دور النشر الخاصة التى
تتيح فرصة النشر بشكل أوسع وأكبر عما سبق حتى لو قمت بدفع ثمن تكلفة الكتاب أو
ساهمت بجزء منه ، يعيبها ما يميزها أنتشار بعض الإبداع الغث وزيادة عدد المبدعات ،
ولكن مفرزة التاريخ والقراءة تجعل البعض يستمر ، والبعض ينحسر ، التحديات التى
تعترض الكاتبة النظرة الدونية للمرأة بشكل عام ، الزحف الوهابى والمتطرف فى
الأفكار، دور النشر الخاصة تختلف من دار إلى أخرى حسب النظام الداخلى فما يعانية
الرجل المبدع تعانية المرأة المبدعة وكذلك
فى النشر العام أيضا ، أنتظار الدور واحيانا الواسطة ، أو تقيم المسؤول للشخص المبدع
أو ابداعه حسب الأهواء الشخصية