الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

شال أحمر كبير

     كان لجدتى شال من القطيفة الأحمر الكبير ، وكانت تضعه على كتفيها فى ليالى الشتاء الباردة وهى تضحك بدراديرها وفمها الواسع الكبير ، وهى فخورة بهذا الشال الكبير وتقول :
هذا شال جدتى ، لقد ورثناه جدة عن جدة عن جدة . وأنا فى يوم من الأيام سوف أهديه لك ياصغيرتى .
مددت يدى الصغيرتين ، وأنا مندهشة من لونه البراق ، إنه يشبه ياقوتة حمراء كبيرة لم أرى مثلها يوما من الأيام ، ولا فى كتب الحواديت التى كنت أقرأها ، وتنسل منه بعض الخيوط الضعيفة من حوافه المهترئة بعض الشىء ، ولكن عندما كانت جدتى تضعه على كتفيها وتتباه به أمامنا ، كنت أراه جميلا زاهيا يخطف الأبصار من لونه الأحمر ، وبرغم ذلك يبدو قويا لامعا ، ضحكت بصوت ضعيف خوفا من إثارة غضب جدتى السريع وحرمانى من هذا الشال التحفة الأثرى ، قلت لها فى خجل : شكرا لك ياجدتى ، إنه هدية عظيمة وسوف أحافظ عليه داخل دولابى الصغير .
ضحكت الجدة مرة أخرى وهى تمد يدها الكبيرة بالشال القطيفة الأحمر كى ألمس نعومته وأتمتع ببهائه وقالت : ياصغيرتى هذا الشال لا يحفظ داخل الدواليب أو الخزائن ، إنه يحفظ فى القلب ، حافظى عليه فى قلبك سوف تجدين بداخله أسرارا كثيرة ، هذا الشال يبوح بأسراره للمحبين .
ضحكت وواريت خجلى الطفولى الشديد ، ثم وضعت الشال الأحمر الجميل إلى جوارى ، وبين لحظة واخرى ، أنظر إليه فى تعجب ، أجده لامعا براقا جميلا ، وكأن السنوات التى مرت عليه زادته جمالا وتألقا .
فسرت بخطوات بطيئة نحوه وهو راقدا أمامى ، ومددت يدى الحانيتين ، وملست على أطرافه وخيوطه ، فوجدت رعشة خفيفة وقوية تسرى منه إلىّ ، ورأيتنى أنمو واكبر ، أنمو واكبر ، وارتدى طرحة عروس جميلة بيضاء ، وقفت على أطراف أصابعى راقصة ، وصوت الدفوف تدق فى رأسى ، أحتضنت الشال بقوة بين يدى ، واخذت أرقص معه رقصة منفردة وسعيدة ( أنه فالس الوداع ) بل إنها رقصة الشال القطيفة الأحمر الكبير ، كما أخبرتنى جدتى ذات يوم بعيد من أيام الشتاء الباردة ، وأنا الآن أمد يدى داخل الدولاب الكبير ، وأحمله بهدوء ومحبة مثل طفل رضيع ، وابتسم وأنا أعطيه لحفيدتى .

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون