بعد مرور حوالى 11 سنة على ذكرى وفاة نجيب محفوظ ماذا
تبقى من أعماله ؟
مبدائيا
المبدع لا يموت ، ولا أعماله سواء أدبية داخل خزانة الكتب أو سينمائية داخل شرائط
السينما ، ولكن السؤال المهم هو هل هناك أجيال مازالت مهتمة بالأدب وبالأبداع
وخصوصاً نجيب محفوظ تحديداً والذى حصل على جائزة نوبل العالمية عام 1988 .
دائماً يبهرنى الشباب سواء بالسلب مثلما يحدث عند قلة هو
رجم الأدباء بحجارة الجهل لأنهم لم يقرؤا حرفا واحدا فى حياتهم وهؤلاء للأسف
الشديد كثر نتيجة الجهل ، فالعلم هو لا ليس القراءة والكتابة والشهادات الجامعية ،
ولكن الثقافة والوعى أكبر بكثير من ذلك .
ولكن هناك على طرف النقيض بعض الشباب يقراؤن لنجيب محفوظ
وغيره ، وأقابلهم أحيانا فى بعض المنتديات الأدبية ، وهناك فريق آخر رأيته يشترى
الكتب من المكتبات ويقرأ بعيداً عن أنه مبدع أم لا .
اليوم
تحديدا جلست أشاهد فيلم بين القصرين على شاشة القاهرة والناس ولأول مرة أركز بشكل
شديد فى فلسفة نجيب محفوظ وكيف تم نقلها عبر الشاشة الكبيرة (السينما) برغم وجود
جو العوالم والراقصات إلا أن هناك فلسفة تحمل داخل طيات الفيلم فلسفة (الحياة
والموت والحب) كمال يحب عايدة حباً ربانيا هكذا هو قال لها (الذين يحبون لا
يتزوجون) وجن جنونه بسبب رفضها لهذا الحب فهى تحب (الحياة) لأنها شخصا طبيعيا عكس
كمال الحالم الشاعر الرومانسى ، وفى يوم وفاة الزعيم سعد زغلول تلد زنوبة العالمة
زوجة ياسين ، ويتوفى أبناء عائشة وزوجها ، هكذا يريد نجيب محفوظ أن يقول لنا بشكل
فلسفى ( أن الحياة هنا والآن ويجب أن تعاش بكل مافيها من تناقضات ، لأن الموت قادم
لا محال ) وهذه الفلسفة هى التى بنى عليها مسلسل (حديث الصباح والمساء) واذى يذاع
الآن ، فنجيب محفوظ باق بقاء الزمن ، مهما حاول الكارهين للأدب تشويه كل ماهو جميل
.