صفاء عبد المنعم / مصر
العصافير تزقزق
سمعت صوت ضحكات فرحة ، وندائات باصوات ضعيفة تنادى
عليها من بعيد ، وكلما تقترب من مصدر الصوت ، تسمعه
أوضح ، نظرت بعينيها المجهدتين ناحية المصدر الذى يأتى
منه الصوت ، كان هناك داخل عربة فان كبيرة بعض الأطفال
الصغار يتقافزون ، ويهللون فرحين ، وبأصواتهم الضعيفة
الفرحة ينادون : ياميس ، ياميس .
أقتربت أكثر من العربة ، ودققت النظر طويلا .
أخيرا تعرفت عليهم ، أنهم مجموعة من الأطفال الصغار ،
يتكدسون داخل عربة صغيرة ، وينادون نداءت متكررة ضعيفة .
عرفتهم ، أنهم تلاميذها الصغار ، تلاميذ المدرسة السابقة والتي
كانت تقوم بإدارتها فى العام الماضى .
أقتربت أكثر وأكثر ، إلى أن أصبح وجهها ملاصقا
لشباك السيارة .
أخرج الأطفال الصغار رؤسهم ، وايديهم ، واخذوا يسلمون
عليها الواحد تلو الآخر ، وهو مبتهجا ، ويخرج فمه الصغير
من
بين الفتحات ، ويقبلها قبلات حارة ومتوهجة ، وجميعهم فى
صوت واحد : وحشتينا ياميس ، والنبى تيجى عندنا تانى
ياميس
بعد أن أخذت منهم جرعة حنان ومبحة مفرطة .
أنطلق السائق بهم ، وهم مازالوا ينادون ، ويلوحون بأيديهم
الصغيرة ، ويزقزقون مثل العصافير الفرحة المبتهجة ،
واصواتهم تبتعد ، وتخفت : مع السلامة ياميس ، والنبى تبقى
تيجى عندنا تانى .