خفيف الروح بيتعاجب برمش العين والحاجب خفيف الروح
كان المغنى يريد أن يكمل الجملة لكن الكلمات توقفت فجأة فأهتز القطار و أفلتت عجلة القيادة من يد السائق فصرخ : أتركوا القطا ر أتركوا القطار .
كانت نجمة وحيدة تقف أمام عينيها فى هذه الليلة وهى تحاول أن تلاحق أصحابها وتسبقهم فى الغناء فيعلو الصوت يعلو يعلو وعازف العود الذى تمرس على العزف لسنوات طويلة يحاول أن يلاحقها وهى تنشد وبصوت قارب من الجمال حد التفوق فانتشى الأصدقاء وهم يرددون وراءها : القلب يعشق كل جميل ويما شفتى جمال يا عين .
كاد المغنى يختفى صوته عندما اكتشف أن الكلمات هربت منه ولم يعد قادرا على تذكرها كل ما فعله أن أصبح مرددا ومنشدا وراءها .
والقطار الذى توقف فجأة فى منتصف الطريق أصبح معطلا والسائق يمسح بكفه حبات العرق .
النجمة التى كانت فى السماء تعانى من وحدتها وتألقها أصبحت تنصت لصوت الغناء وتقترب شيئا فشيئا لتضئ للجالسين وسط الحشائش والأشجار المتناثرة على جانبى الطريق والمغنية التى تفوقت بأدائها وصوتها ما زالت تنشد : طاوعنى يا عبدى طاوعنى أنا وحدى ما لك حبيب غيرى قابلى ولا بعدى .
وفجأة ظهرت صور الأحبة وأخذوا يأتون الواحد تلو الآخر ويجلسون مقرفصين على الحشائش بترتيب هبوطهم خالد عبد المنعم وفى يده حمار البحر مازال يقرأ فيه ويصحح الأخطاء المطبعية إبراهيم فهمى حضر بسمرته الشفيفة وجلس فى ركن قصى كما كان يحب أن يجلس على مقهى البستان بالضبط فى الشمال الشرقى تماما .
فأجأنا عمر نجم بحضوره الطاغى وهو يمسك فى يده عبد الدايم الشاذلى الذى ما زالت عيناه تؤلمه من أثر الجراحة الخئبة والشاش والقطن على عينيه يحجب الرؤية فظل واقفا ساندا بيده على كتف عمر ويسمعان فى صمت .
المغنية صوتها يجلجل ويعلو ويعلو صوت العود صادح كأن هناك مباراة بين العازف والصوت وكأن الملائكة تعزف بأناملها الدقيقة فلس الوداع .
وحضر جمع غفير يشعلون السجائر ويتحركون فى كوكبة هائلة يهزرون ويضحكون وصوت ضحكاتهم يملأ المكان
مجدى الجابرى أسامة الدناصورى سيد عبد الخالق حاتم عبد العظيم وووو
لقد صنعوا دائرة وجلسوا على الحشائش يكملون صخبهم .
وفجأة نط وسط الدائرة محمد عبد المعطى وجلس يلقى النكات الضاحكة وهو يردد بلثغته الخففة : سمعتوا أخر الأخبار الواد على شوك اللى سبقنى بكام يوم لقيته واقف على باب الجنة خجول ومكسوف يدخل رحت مديله كتف وقلت له : أدخل يا ولد المكان ده مش تبع وزارة الثقافة ثم أخذ يلقى القصائد ويقلد الشعراء فى طريقة أدائهم وهم يضحكون ويضحكون .
سقطت الأغانى وتوقفت الألحان عندما هجمت كوكبة من الأصدقاء على المسرح واعتلوا الخشبة وأخذوا يمثلون الدور الذى توقف فى حريق بنى سويف .
وأصبحت الجماهير موزعة فى المكان بين من يسمع الشعر ومن يشاهد المسرح وبين المغنية التى تحلق حولها كثيرون من الرواد يحثونها على تكملة الليلة ولو لمرة أخيرة .
فاختاروا ان يغنوا جميعا دور محمد عثمان يا ما أنت واحشنى
الحديقة امتلأت عن أخرها
وكانت ليلة من ليالى ألف ليلة وليلة .
ملحوظة بعد أيام سوف تمر ذكرى رحيل الشاعر
محمد عبد المعطى
كان المغنى يريد أن يكمل الجملة لكن الكلمات توقفت فجأة فأهتز القطار و أفلتت عجلة القيادة من يد السائق فصرخ : أتركوا القطا ر أتركوا القطار .
كانت نجمة وحيدة تقف أمام عينيها فى هذه الليلة وهى تحاول أن تلاحق أصحابها وتسبقهم فى الغناء فيعلو الصوت يعلو يعلو وعازف العود الذى تمرس على العزف لسنوات طويلة يحاول أن يلاحقها وهى تنشد وبصوت قارب من الجمال حد التفوق فانتشى الأصدقاء وهم يرددون وراءها : القلب يعشق كل جميل ويما شفتى جمال يا عين .
كاد المغنى يختفى صوته عندما اكتشف أن الكلمات هربت منه ولم يعد قادرا على تذكرها كل ما فعله أن أصبح مرددا ومنشدا وراءها .
والقطار الذى توقف فجأة فى منتصف الطريق أصبح معطلا والسائق يمسح بكفه حبات العرق .
النجمة التى كانت فى السماء تعانى من وحدتها وتألقها أصبحت تنصت لصوت الغناء وتقترب شيئا فشيئا لتضئ للجالسين وسط الحشائش والأشجار المتناثرة على جانبى الطريق والمغنية التى تفوقت بأدائها وصوتها ما زالت تنشد : طاوعنى يا عبدى طاوعنى أنا وحدى ما لك حبيب غيرى قابلى ولا بعدى .
وفجأة ظهرت صور الأحبة وأخذوا يأتون الواحد تلو الآخر ويجلسون مقرفصين على الحشائش بترتيب هبوطهم خالد عبد المنعم وفى يده حمار البحر مازال يقرأ فيه ويصحح الأخطاء المطبعية إبراهيم فهمى حضر بسمرته الشفيفة وجلس فى ركن قصى كما كان يحب أن يجلس على مقهى البستان بالضبط فى الشمال الشرقى تماما .
فأجأنا عمر نجم بحضوره الطاغى وهو يمسك فى يده عبد الدايم الشاذلى الذى ما زالت عيناه تؤلمه من أثر الجراحة الخئبة والشاش والقطن على عينيه يحجب الرؤية فظل واقفا ساندا بيده على كتف عمر ويسمعان فى صمت .
المغنية صوتها يجلجل ويعلو ويعلو صوت العود صادح كأن هناك مباراة بين العازف والصوت وكأن الملائكة تعزف بأناملها الدقيقة فلس الوداع .
وحضر جمع غفير يشعلون السجائر ويتحركون فى كوكبة هائلة يهزرون ويضحكون وصوت ضحكاتهم يملأ المكان
مجدى الجابرى أسامة الدناصورى سيد عبد الخالق حاتم عبد العظيم وووو
لقد صنعوا دائرة وجلسوا على الحشائش يكملون صخبهم .
وفجأة نط وسط الدائرة محمد عبد المعطى وجلس يلقى النكات الضاحكة وهو يردد بلثغته الخففة : سمعتوا أخر الأخبار الواد على شوك اللى سبقنى بكام يوم لقيته واقف على باب الجنة خجول ومكسوف يدخل رحت مديله كتف وقلت له : أدخل يا ولد المكان ده مش تبع وزارة الثقافة ثم أخذ يلقى القصائد ويقلد الشعراء فى طريقة أدائهم وهم يضحكون ويضحكون .
سقطت الأغانى وتوقفت الألحان عندما هجمت كوكبة من الأصدقاء على المسرح واعتلوا الخشبة وأخذوا يمثلون الدور الذى توقف فى حريق بنى سويف .
وأصبحت الجماهير موزعة فى المكان بين من يسمع الشعر ومن يشاهد المسرح وبين المغنية التى تحلق حولها كثيرون من الرواد يحثونها على تكملة الليلة ولو لمرة أخيرة .
فاختاروا ان يغنوا جميعا دور محمد عثمان يا ما أنت واحشنى
الحديقة امتلأت عن أخرها
وكانت ليلة من ليالى ألف ليلة وليلة .
ملحوظة بعد أيام سوف تمر ذكرى رحيل الشاعر
محمد عبد المعطى