فراشة بسملة
كانت بسملة لأول مرة ، تستقل مترو أنفاق
العباسية الجديد .
هبطت السلالم المتحركة فى دهشة طفلة ، خرجت
توا من البيت وترى الأماكن وتتعرف على الناس ، وتشاهد الإنجازات الحديثة ، قابضة
على يد أمها فى قوة .
ثم فجأة تركتها ، وصارت تجرى هنا وهناك ،
مهرولة وراء فراشة جميلة ملونة بألوان زاهية ، وكانت بسملة تطير فرحة بإنفلات يدها
من يد الأم الكبيرة ، والملاحقة بالفراشة ، ولكن بسملة قررت أن تطير وراء الفراشة
الجميلة فاردة ذراعيها علها تلحق بفراشتها الملونة الجميلة .
هى لا تريد القبض عليها ، هى تريد الإفلات ،
وأن تمرح فرحة بأجنحاتها الصغيرة التى نمت لها توا ، وأصبحت تشبه الفراشة الملونة
فى طيرانها وسعادتها .
هكذا كانت بسملة تجرى بين الفراشة وأمها داخل
محطة مترو الأنفاق ، وتركب السلالم المتحركة ، وتضحك ، نشيطة ، فرحة بإنفلاتها من
قبضة الأيادى الكبيرة ، وسلسلة الوامر والنواهى الكثيرة ، هكذا هى كانت تشعر أنها
فراشة حرة ، تحب أجنحتها ، وتعشق طيرانها ، وحريتها ، وانطلاقها .