الاثنين، 12 مايو 2014

بيتسى الصغيرة - قصة للأطفال

بيتسى الصغيرة - قصة للأطفال
------------------------------
أنجبت القطة كوكا البيضاء الكبيرة ، قطة صغير لونها أصفر ذهبى .
الأم كوكا تخاف على صغيرتها بيتسى ، فتخفيها فى مكان آمن بعيدا عن العيون .
وكل يوم فى الصباح تحذر كوكا الأم طفلتها الصغيرة من الخروج بمفردها وحيدة فى غيابها حتى لا تضيع أو ياخذها طفل صغير ويقبض عليها بيديه الصغيرتين ويغرز أظافره الصغيرة فى ظهر بيتسى الجميلة الذهبية .
بيتسى قطة صغيرة شقية تحب اللعب وتظهر دوما بمفردها بمظهر القطة الشقية المستقلة برايها .
فعندما تخرج الأم كوكا من الصندوق للبحث عن الطعام والماء لترتوى وتأكل وتعود محملة باللبن الغزير لطفلتها الصغيرة .
تتسلل بيتسى من بين فتحات الصندوق وتخرج ، تلعب وتتقافز وتجرى وراء الذباب والفراشات الطائرة ، وتلهو مرحة وسعيدة .
وعندما تراها الأم كوكا وهى عائدة خارج البيت تنهرها بشدة وتزمجر وتضربها بكفها الكبير على ظهرها ، وتحذرها بشدة وعنف قائلة لها : بيتسى أنت قطة صغيرة حمقاء ، لابد أن تسمعى كلام أمك الكبيرة .
الولد أحمد الصغير إذا رأكى لن يتركك ياصغيرتى ، سوف يلعب بك ، ويغرز أظافره فى شعرك الرقيق وربما يحضر حبلا طويلا ويربطه فى رقبتك الصغيرة ويجرجرك به على الأرض ، وقد تموتين من شدة جذبه لك فهو طفل صغير ولا يعرف الخوف ، وهو قوى ، لأنه أكبر منك يابيتسى ، ولحظتها لن استطيع أنقاذك من يديه ، لأنه سوف يظل يصرخ ويملأ الدنيا صياحا بصوته المزعج الرفيع ، وربما تطردنا أمه من البيت ، ونضيع أنا وانت فى الشارع أو تموتين من البرد ياصغيرتى ، وأموت أنا حزنا عليكى .

     بيتسى الصغيرة لا تسمع كلام أمها .
وفى كل يوم تزداد شقاوة وجمالا .
وعندما تراها ربة البيت تبتسم فى صمت وتنظف لها الصندوق الذى تنام فيه بيتسى ، وتضع الطعام والماء للأم الكبيرة كوكا فى طبقين منفصلين بعيدا عن عيناى أبنها أحمد الصغير .
وفى يوم من الأيام استيقظ أحمد من النوم مبكرا ، وأخذ يبحث عن أمه فى البيت ، فرأها تقف بجوار صندوق كبير ترقد فيه قطة صغيرة جميلة لونها ذهبى .
صاح أحمد صارخا من الفرح وأخذ يصفق على يديه : قطة جميلة ، قطة صغيرة ، ألعب معها ياأمى ، وأخذ يغنى لها ( قطتى يامشمش ..يامحلا عينيكى .. ليه بتقولى نونو .. بحسبك جعانة ..) أخذته أمه من يده وقالت له : القطة الآن نائمة وهى صغيرة ولا تعرف اللعب ، أتركها تكبر قليلا ، وتخرج من الصندوق ، ثم تلعب معك بعد ذلك وتمرح وتسعد بها ، فهى جميلة ولطيفة .
أرتدى أحمد ملابس المدرسة ، وخرج سريعا ، وركب الباص وهو سعيد .
وجلس بين أصدقائه الصغار ، يحدثهم عن قطته الذهبية الصغيرة .
قال له أصدقائه : الله يا أحمد نريد أن نرى القطة ونلعب معها ، ما اسمها ياأحمد ؟
قال أحمد : اسمها بيتسى أى الجميلة .
هلل الأصدقاء فرحين ، وقالوا : يوم الجمعة القادم نزور أحمد فى البيت ، ونلعب مع قطته الجميلة بيتسى .
  
     فى صباح يوم الجمعة ، استيقظ أحمد من النوم مبكرا على غير عادته ، ليلعب مع القطة ، سمع جرس الباب يدق : تن ..تن .. وأصدقائه يتصايحون على السلم : أفتح ياأحمد ، أفتح ياأحمد ، لقد حضرنا جميعا لكى نرى القطة الصغير ذات اللون الأصفر الذهبى .
فتح أحمد الباب .
جرى الأطفال بسرعة وأنتشروا فى البيت ، يبحثون عن الصندوق الذى تنام فيه القطة الصغيرة بيتسى .
رأتهم الأم كوكا القطة الكبيرة ، وهم يقتربون بشدة من الصندوق ، فخافت على صغيرتها ، وأخذتها بين أسنانها ، وجرت بها فى البيت كى تخفيها بعيدا عن العيون ، وهى مزعورة وخائفة على صغيرتها الجميلة .
والأطفال يجرون وراءها ، وهى تجرى ، وأحمد يقف حائرا ماذا يفعل ؟
استيقظت الأم على صوت صياح شديد ، وأبواب تفتح ، وأبواب تغلق ، وزجاج المنضدة الكبيرة يسقط على الأرض مدويا ، ويتفتت إلى شظايا صغيرة .
جرت الأم فزعة ومزعورة ، ماذا حدث فى البيت ؟ هل هناك زلزال قوى يزلزل البيت ، أم هناك حربا قامت فجأة .
وقفت الأم فى الصالة الواسعة ، رات ابنها أحمد يقف حزينا صامت لايعرف كيف يوقف أصدقائه .
والقطة تجرى مزعورة فى رعب وأبنتها الصغيرة فى فمها وتقبض عليها بفكيها .
والأطفال يجرون وراءها فى كل مكان .
نادت الأم على الأطفال ، لم يقف أحدا منهم فى مكانه ، ظلوا يهرولون وراء القطة الخائفة ، ويحاولون جذبها بقوة ، وهى تجرى وتختبىء .
خرج الأب من حجرته ، ورأى هذا المشهد ، وقف للحظات صامتا ، ثم صفق بيديه وقال : الأطفال ياتون حالا هنا .
وقف الأطفال لدقائق ، وحاولوا الجرى وراء القطة مرة اخرى .
جرت الأم ، وأغلقت الباب سريعا على القطة المزعورة ، وحبستها فى حجرة النوم .
صاح الأطفال معترضين : نريد أن نرى بيتسى الصغيرة ، القطة الذهبية الجميلة ، نحن نريد أن نلعب معها .
جمع  الأب الأطفال ، وحاول تهدأتهم ، وقال لهم : القطة الكبيرة ، خافت على صغيرتها منكم ، لهذا جرت مفزوعة ، تريد أن تخفى صغيرتها وتحميها ، ولا تخاف الأم عليها .
أحضرت الأم بعض العصائر من الثلاجة للأطفال ، واجلستهم حولها على تربيزة السفرة ، وأخذت تحكى لهم عن خوف الأم على صغارها ولا بد من حمايتهم حتى يكبرون ، وذكرت كل طفل كيف كانت امه تفعل معه وهو صغير ، وكيف كانت ترضعه ، وتغير له ملابسه ، ولا تحمله كثيرا ، بل تتركه نائما فى فراشه .
هكذا الحيوانات أيضا ، تخاف على صغارها من الأعداء ومن الحيوانات المفترسة ، وتخفى صغارها فى اماكن آمنة بعيدا عن العيون .
ووعدتهم عندما تكبر بيتسى الصغيرة بعض الشىء سوف تحضرهم إلى البيت وتتركهم يلعبون معها فى سعادة ومرح .
وأن الأم كوكا القطة الكبيرة سوف تتركهم يلعبون مع صغيرتها الجميلة دون خوف .
ثم أتت الأم بالموبايل الخاص بها ، واخذت تفتح لهم ملف الصور الخاص بالقطة كوكا وابنتها فى لحظة الميلاد ، وكيف تتطعمها ، وكيف ترضعها ، وكيف تنظف لها جسمها الصغير ، وكيف تنام فى حضن أمها .
وحكت لهم أن بيتسى لم تولد بمفردها ، بل كان معها قطين صغيرين أبيضين مثل الثلج ، يشبه لون الأم الكبيرة ، ولكنهما ماتا ، ولم يبق إلا القطة الصفراء ، ولهذا تخاف أمها عليها كثيرا ، وكل فترة تخفيها بعيدا عن عيون من فى البيت ، مرة داخل دولاب الملابس ، ومرة داخل دلاب المطبخ ، والأم تبحث عنهما لتضع لها الطاعام اللذيذ والماء النظيف ، حتى تشبع القطة الكبيرة ، وترضع قطتها الصغيرة .
فرح الأطفال بالصور التى شاهدوها على الموبايل ، ووعدوا الأم بأن يعودوا بعد ذلك لماشهدة القطة الصغيرة عندما تكبر .
ووعدتهم الأم بصور جديدة لبيتسى وبأنها سوف تقوم برفع هذه الصور الجميلة على صفحتها على الفيسبوك حتى يشاهدها جميع الأصدقاء ويفرحون معهم ، وأنها سوف تكتب قصة  للأطفال تروى فيها ماذا حدث اليوم .
بعد أن خرج الأصدقاء من البيت ، جلس احمد بجوا أمه وأبيه وهو صامتا وحزينا ، ولا يعرف ماذا يقول لهما ، أو كيف يكفر عن خطأه ؟
وما فعله أصدقائه فى البيت ، وأنهم حضروا على غفلة وبدون أستأذان من احد .
وأنه هو المخطىء لأنه حكى لهم عن قطته الصغيرة ، ثم أخذ يبكى .
قالت له الأم وهى تحتويه بين ذراعيها : لا تبكى ياصغيرى ، أنهم أطفال يتصرفون بعفوية وطيبة وحب شديد .
ولكن أنصحهم بالأستأذان قبل الحضور إلى البيت حتى نكون على أستعداد للأستقبالهم .
فرح احمد بهدوء والده ، وطيبة أمه ، وقال لهما : أنا أسف ياأمى ، أنا أسف ياأبى ، سوف أدخر من مصروفى اليومى ، وأشترى زجاجا للمنضدة .


 

قصة قصيرة (عزيزي أصلان)

  عزيزى أصلان     الآن وللمرة الثانية انتهى من وردية ليل . لم يكن يشغل بالى سوى العم بيومى وهو يرفع وجهه ( أول دور مش تانى دور ) جملة ...

المتابعون