الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

رواية / قال لها يا إنانا - الروح

الروح
------
ما كان من مريم التى أصبحت تختار ملابسها بعناية ودقة إلا أن تخط على شفتيها أول خط بقلم الروج الأحمر ، وتمرره يمنه ويسره ، ثم تضغط بالشفة العليا على السفلى وتبتسم فى المرآه : والله قمر .
وعندما دخلت عليها فطوم أمها ، ضحكت بوسع فمها ضحكة كبيرة بريئة وقالت : إيه رأيك ياطمطم ؟
خلعت فطوم فردة الشبشب من قدمها ونزلت على راس مريم ضربا وسبا ، وهى تبكى : كدا يامريم تأهرينى ؟
دا وأنا قدك كنت أخاف أغسل وشى مرتين فى اليوم .
ضحكت مريم رغم الألم والضربات الشديدة ، ومسحت دموعها ، ثم مسحت  شفتيها بظهر يدها : كان ، وعندما لحقت بها ، امسكتها فى حضنها ، وضمت رأسها بقوة وحنان : أنت عايزه تبقى زى خالتك مرام ، وتحرقى قلب أملك عليكى يامريم ؟
تخلصت مريم من حضن أمها ، وتحررت من قبضتها القوية ، واتجهت إلى الحوض لتغسل وجهها : مالها خالتى ، كانت عايشة أحسن عيشه .
أنت بس اللى عايشه الدور ن ومفكره إن دى جدعنه ، لكن أحب أقولك ده قصر ديل ، أنت لو تقدرى تعملى زى خالتى ميرام ، كان زمانك بقيتى فوق ، فوق لكن فقر وعنطظه .
ثم أغلقت باب الحمام عليها ، وجلست على قاعدة الحمام تبكى .
وفطوم جالسة على الأرض أمام الباب تبكى ، وتولول ، وتندب حظها .

فصل من رواية عطية الشمس

  (عطية الشمس)  رواية صفاء عبد المنعم -----------------------   إهداء إلى/ أبطال رواية من حلاوة الروح --------------------------...

المتابعون