مُفتتح
ذات يوم قال بحار عجوز :
" حين تعيش فى ظل الموت ولا يكلفك شىء أن تأخذ الأحتياطيات ، فإنه رجل جسور حقاً ذلك الذى يخالف المحظورات ويلتمس الكوارث ."
يلتمس الكوارث !
هناك لحظات فى الوعى تظل غائمة ، ثم تخرج هكذا على هيئة ومضات ، نثرات شعرية ،أو قصائد ..سواء كتبت بالفصحى أو بالعامية أو خليط بينهما .
وتظل هذه الومضات حائرة ، لا تنتمى لمنطقة بعينها ، وتظل حبيسة الأدراج ، لا يطلع عليها إلا القلة ، ولا تنشر ، ولا يعترف بها .
وعندما تمر سنوات ، ونعود لقرأتها - بعد أن يكون هناك مساحات من الوعى قد نضجت أو أختلفت - ننظر إليها ، نجدها ربما فى منتهى الروعة .. أو منتهى الخزلان .. ولكنها تظل موجودة وراسخة ، ونشعر أنها أقتطعت من ( لحم الحى ) فهى تشكل فى الوعى منطقة ضبابية ، ندخل إليها ونعود سريعا ، خائفين ، حذرين ، نخطف من العتمة قطعة مضيئة ، ونهرب سريعا قبل غلق الأبواب ، وعندما نعود نندم كثيرا على أننا لم نحمل الكثير والكثير من الكنز المخبىء داخلنا .
لأن المغامرة كانت مليئة ، المغامرة كانت تستحق مشقة السفر والترحال ، وتستحق أن نظل بداخلها ، نتأمل ، ندرك ، ننهل ن نعبىء صدورنا ، ولكن خوفنا من التابوهات وحراسها ، يجعلنا متسرعين فى الخروج ، وفى محاولة أخيرة نخدش الأبيض فقط .
وتبقى الكتابة مبتسرة ، ومجرد نتف من الذاكرة البعيدة السرية ، من المجهول ، من العتمة التى هى أقرب غلى المستحيل .
ذات يوم قال بحار عجوز :
" حين تعيش فى ظل الموت ولا يكلفك شىء أن تأخذ الأحتياطيات ، فإنه رجل جسور حقاً ذلك الذى يخالف المحظورات ويلتمس الكوارث ."
يلتمس الكوارث !
هناك لحظات فى الوعى تظل غائمة ، ثم تخرج هكذا على هيئة ومضات ، نثرات شعرية ،أو قصائد ..سواء كتبت بالفصحى أو بالعامية أو خليط بينهما .
وتظل هذه الومضات حائرة ، لا تنتمى لمنطقة بعينها ، وتظل حبيسة الأدراج ، لا يطلع عليها إلا القلة ، ولا تنشر ، ولا يعترف بها .
وعندما تمر سنوات ، ونعود لقرأتها - بعد أن يكون هناك مساحات من الوعى قد نضجت أو أختلفت - ننظر إليها ، نجدها ربما فى منتهى الروعة .. أو منتهى الخزلان .. ولكنها تظل موجودة وراسخة ، ونشعر أنها أقتطعت من ( لحم الحى ) فهى تشكل فى الوعى منطقة ضبابية ، ندخل إليها ونعود سريعا ، خائفين ، حذرين ، نخطف من العتمة قطعة مضيئة ، ونهرب سريعا قبل غلق الأبواب ، وعندما نعود نندم كثيرا على أننا لم نحمل الكثير والكثير من الكنز المخبىء داخلنا .
لأن المغامرة كانت مليئة ، المغامرة كانت تستحق مشقة السفر والترحال ، وتستحق أن نظل بداخلها ، نتأمل ، ندرك ، ننهل ن نعبىء صدورنا ، ولكن خوفنا من التابوهات وحراسها ، يجعلنا متسرعين فى الخروج ، وفى محاولة أخيرة نخدش الأبيض فقط .
وتبقى الكتابة مبتسرة ، ومجرد نتف من الذاكرة البعيدة السرية ، من المجهول ، من العتمة التى هى أقرب غلى المستحيل .