فى حضرت الحب!
خيبة :
" ياصاح أن كل شىء كنت تحبه أصابك
بالخيبة : صارت الخيبة ديدنك من كل بد , وحبك الأخير الذى تسميه حبال ( الحقيقة )
هو بالضبط ما يجب أن يكون حبا للخيبة
نيتشه من كتاب الحكمة الشريرة .
C b c))
أنضم الى حركة 6 أبريل , بعد ثورة 25 يناير .
قال : هدفه الأول هو
عودة حق الشهداء .
مضروب برصاصة فى
دماغة .
يلفظ أنفاسه الأخيرة
فى شارع مجلس الشعب .
أحمد محمد منصور
ينتمى لأسرة متوسطة , والده يعمل موجها بالتربية والتعليم , ولم يكن يعلم أن أبنه
سوف يشارك اليوم فى المظاهرة .
وحتى أبنه لم يكن
يعلم أنه سوف يلفظ أنفاسه الأخيرة اليوم .
قناة التحرير
ربما نفس الزمان ونفس
المكان واليد الواحدة هى القاتلة كان يوم عيد ميلاد الشهيد الطبيب "علاء عبد الهادى" الذى توفى قبل
يومين : الأب محمد منصور .
قناة المحور
كريم أخو أحمد منصور:
من الشيطان الذى
أرسله الى شارع مجلس الشعب ؟
الرصاصة دخلت من
الجهة اليسرى للرأس وخرجت من الجهة اليمنى , وأحدثت نزيفا حادا فى المخ .
ومازلوا يصرون على
وجود( طرف ثالث) أو( الهو الخفى) أو( القلة المندثة) .
لا كرامة لنبى فى
وطنه !
أخى ,
شخصية سياسية مثقفة
غير تابعة لأى حزب , سجن فى طرة 24 ساعة .
( من المعروف أن أحمد
منصور رجل قوى كان يحلم )
الشيخ \ عماد عفت .
الطبيب\ علاء عبد
الهادى .
المهندس\ محمد عبد
الله .
( بأى ذنب قتلوا هم
وزملائهم ؟)
كتب قرأها أخى :
أتجاهت نظرية فى
تحليل السياسة الدولية .
السياسة الدولية
للملامح الأولية للبنية الجديدة فى
المنطقة العربية .
تحولات أستراتيجية
على الطريق , السياسة الدولية .
المجتمع الأسرائيلى
المعاصر .
تحولات الأخوان
المسلمين تفكيك الأيدلوجية ونهاية التنظيم
الشخصية العربية
والشخصية الأسترايتجية فى الفكر الأسرائيلى المعاصر .
الخطر اليهودى .
برتكولات حكومات صهيون
.
هذه هى أمريكا .
وصف مصر .
نيران صديقة .
السكان الأصليين لمصر
.
قوة التحكم فى الذات
والتفكير .
أهمية ان نتثقف ياناس
, ليوسف ادريس .
من مذكراته :
بعد أحداث كنيسة
القديسين لم أتأثر من قبل كما تأثرت مثل هذه المرة , فأنا كدت أن أبكى على حالنا
ومش عارف أذاكر , بجد مخنوق , الصورة بشعة وفديوهات للناس اللى ماتوا وصورهم
فاكرها ومحفورة فى خيالى , ومش عارف ومش قادر أنساها , دماغى هيتفجر من الأسئلة ,
طب ليه أحنا أيه اللى بيحصل لنا ده ؟
لغاية أمتى هيفضل يحصل لنا ده ؟
أنا بجد أتخنقت !
مازلت أتذكر كلام
الضحايا المنشورة , فمنهم من كان يأمل أن تكون السنة الجديدة سنة سعيدة على
المصريين .
ومنهم من كان يحلم أن
يكمل دراسته العليا .
ومنهم من كان يفكر
بأسعاد أمه .
صور أشلاء الضحايا
أتذكرها , أتذكر كيف كانوا , وصورهم الحقيقية . وعمال أسأل نفسى : ليه أنا بجد
مضايق ؟ غصب عنى , غضب الناس كله حقيقى , بس مين اللى وراها ؟
كل الناس مضايقة يبقى
مين اللى وراها ؟
مين اللى من مصلحته
يعمل ده ؟
بجد كفاية .
بقى كفاية .
بقى اللى بيحصل فينا ده مش عارف أقول أيه , بس
مهما قلت مش هعبر عن أى حاجة جوايا .
( أحمد منصور )
بعد حادثة الأسكندرية
يوم 2-1-2011
( كل ما أفكر فيه
يتحول الى واقع ملموس )
كتب هذه الجملة لمدة
400 سطر .
أطلب .. أتمنى ..
أتلقى .
......
......
......
......
دعاء :
"اللهم صلى على
سيدنا محمد فى الأولين وفى الأخريين وفى كل وقت وحين ".
اللهم أعفيه وأعفو
عنه وأكرم نزله .
اللهم ياأرحم
الراحمين ياأجود الأجودين أنت الجواد وأنت
الكريم يارب العالميين .
ربى عند حسن ظنى بك
ياربى .
أن تحسبه عندك من
الشهداء .
اللهم أمابقولة لا أله ألا الله محمد رسول الله مرة واحدة يارب ثبته عند السؤال .
أجعل قبره روضة من
رياض الجنة .
أبعثه مطمئنا .
ظله بظلك يوم لا ظل
ألا ظلك .
أجعله ممن يشفع لهم
الرسول يوم القيامة .
أدخله فسيح جناتك مع
الشهداء والصديقين والأنبياء يارب
العالمين .
أجعله ممن يروا وجهك
الكريم يارب العالمين .
أجمعنى به فى الجنة
أنا وأهله .
وأجعله شفيعا لنا ياأرحم
الراحمين .
"وصلى اللهم على
النبى وعلى أهله وصحبه وسلم .
اللهم أمين ".
كان هذا هو دعاء كريم
أخو أحمد مع الأعلامى (عمرو الليثى ).
وأنا أكتب وراءه
الدعاء فى سرعة , فلم أتمكن من كتابته جيدا أو بشكل أجود , ولكن كان المهم فى هذه
الحالة هو القبض على اللحظة الملتهبة والصادقة والروح التى كانت تحوم حول المكان
وترفرف حولنا .
عندما قابلت والد أحمد , الأستاذ
محمد وأبن أخيه , وجلسنا فى كافتيريا المجلس الأعلى للثقافة نتناقش حول أحوال
البلد والثورة والأحداث ونقلب الماضى والحاضر والمستقبل .
طلب منى طلبا غريبا ,
لم أدركه فى حينه , ولكنه قاله بألحاح وتمنى : ياريت حضرتك تصبرى للعام القادم .
لم أفهم جيدا لماذا
للعام القادم وماذا سوف يحدث فى العام الحالى ؟
وحدثنى عن أبنه أحمد
الذى يدرس أعلام والمعتصم أمام مجلس الوزراء مع أصدقاءه .
كان يتكلم بحب الأب
وفخر الأنسان بأبنه الوطنى والثورى , والذى يجلس مع الثوار .
كنت أتامل وجهه
الهادئ , وأتخيل صورة الأبن المناضل كيف تكون وما هى ملامحه الحقيقية , وظللت أرسم
فى الصورة والملامح .
الى أن اتصلت بى
أبنتى هاميس وأنا فى المستشفى مع صديقتى أبتهال وقالت لى : ماما أحمد أبن عمو محمد
مات , وهو فى القصر العينى .
أغلقت السماعة على
صوتها , ومازالت الكلمات فى أذنى تدق وتدق فى رأسى .
هل أترك صديقتى وقد
عاهدتها أن أبيت معها اليوم فى المستشفى؟
هل أذهب الى القصر
العينى لأكون بجوار الأب الطيب , والذى للأسف أصابنى طلبه بالأرتباك , ولكن الصورة
اتضحت فى ذهنى الآن .
الأب كان يشعر بخطر
ما !
الأبن معتصم أمام
مجلس الوزراء .
القلب يشعر , ولا
يفسر المخاوف الى أن تحدث الطامة الكبرى , فندرك أن أحساسنا كان صادقا ولكننا
لانفهم بالضبط ماذا سوف يحدث ؟
قال كريم أخو أحمد فى
حديثه مع (عمرو الليثى) : كان أحمد يكتب مذكراته وهواجسه على ( الاب توب )أول بأول
وكان يتنبأ بموته , فأخذ يكتب ويكتب وأحيانا يكرر الجملة أكثر من مرة .
العجيب أننا نشعر
بالخوف ونحسه بالقرب منا ولكن لا ندرك أنها نهايتنا القادمة فى سرعة وخفة غير
معهودة .