السبت، 25 أغسطس 2012

ندوة القصة والرواية ( مجلة الكتابة الآخرى عام 1994 - العدد7 )

الكتابة بالنسبة لى هى محاولة خلق حياة مغايرة , تخترق الواقع , سعيا وراء الممكن .

ويمكن أن أسمى مرحلة الكتابة فى أدب المرأة بمرحلة ( رد الفعل ) و ( الفعل ) وهذا واضح فى معظم الكتابات النسائية السابقة , تتميز برد الفعل ( أى أن الرجل قاهر لها - منطق الضد ) أما الآن  فتوجد بعض الكتابات الأبداعية النسائية التى تحاول كتابة الفعل , أى أنها فاعلة وليس مفعول بها او فيها .
فهى تعبر عن جسدها , تجربتها , حريتها , وما تسعى الى تحقيقه , دون نفى للرجل , فالأدب بشكل عام هو ما تضيفه التجربة الأنسانية , سواء كتبت من وجهة نظر الرجل أو من وجهة نظر المرأة .
فأنا لا أنكلا أن للمرأة خصوصية ووجهة نظر خاصة بها ( فهى تحاول أن تكتب المكبوت بداخلها , سواء بلغة الجسد أو بلغة أكثر انحيازا لتجربتها الخاصة بها , فهى تعيش الواقع بكل ما فيه من آمال وطموحات وأحباطات ومكبوتات , تحاول خرق كل هذا لتكتب تجربتها التى تعيشها بشكل حقيقى وليس بشكل متصور عن الكتابة .

فالدين يشكل عنصرا أساسيا فى كبت كل هذه الطموحات وخاصة الآن , وهذه الردة  بشكل واضح ( وما تكتبه عن طريق ستر الجسد والدعوات المستفزة التى يتم الترويج لها ) فالتاريخ تاريخ الرجل , واللغة لغة الرجل و والدين دين الرجل , والتسميات السابقة عليها هى تسميات الرجل .
فماذا تفعل المرأة اذا كانت جادة فى فعلها ( الكتابة ) ؟
هى محاولة كتابة وجهة نظرها وأعادة التسمية السابقة عليها مرة أخرى , وطرح الأسئلة التى أجاب عنها الرجل نيابة عنها , أى بشكل حقيقى محاولة فتح الماضى والحاضر بكل مافيهما من أسئلة وأجوبة وطرحها , ومحاولة الأجابة من وجهة نظرها كذات مبدعة وكاملة  وأنثوية فى نفس الوقت .
فهناك الأبداعات السابقة علينا ( سواء ذكورية أو أنثوية ) التى تكرس بشكل سىء لما نحن فيه .
أما الأبداعات الآنية المتمثلة بشكل واضح فى كتابات الكثيرات تحاول خلق أبداع نسائى ( أى تجربة أنثوية تكتبها وتعيشها المرأة فعلا , وليس المتصور عنها , وهذا ليس بعيد الآن لدينا بعضهن , فهن يكتبن تجربتهن بعيدا عن الصراع مع الرجل )
ولا تحاول أن تنفيه كما يحاول هو أن ينفيها .
هذه بالنسبة لأبداع المرأة .
أما بالنسبة لمسألة الجيل , فنحن نضع تحت هذه التسمية مائة خط قبل أن نطلقها , فهناك كتابات الآن تنتمى الى الماضى , ولكن لا يمكن أن نطلق فكرة الحقبة التاريخية , فالأفضل أن نقول كتابات الربع الأخير من القرن العشرين .
بالنسبة للغة , وهذا ما أثاره الكاتب أبراهيم عبد المجيد , فهى جزء من رؤية الكاتب لعمله الأبداعى , واذا كان بعض الكتاب الآن يهتمون باللغة فهذه هى رؤيتهم لعملهم .
فكلمة القصة القصيرة ( شكلا وموضعا ) يتم فتحها الان بكلمة ( النص ) بشكل واسع , ويمكن أن تكون اللغة هى محور أساسى .
اللغة محاولة خلق شىء تراه وتسعى الى تحقيقه فتحاول أن تسمى الأشياء من جديد و فليس هناك مضمون ما جاهز ونأتى به , ولكن هناك تجربة ( حياة ) نحاول خلقها والأتيان بها فى معركة لن تحسم , الا اذا أصبحت مستقرة وواضحة بعد سنوات قادمة و فيتم خرقها مرة أخرى والبحث من جديد عن مسمى آخر ....وهكذا .

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون